الصليبيون وفتح بيت المقدس
الصليبيون وفتح بيت المقدس
إن سنن الله سبحانه في نصر المسلمين ترتبط ارتباطًا لا ينفصم بمدى التزامهم بأحكام دينه، فعندما تقع هزيمة للفئة المؤمنة فلا بدَّ أن تكون هناك ثغرة في حقيقة الإيمان، ودار الزمان، ومنذ العصر العباسي الثاني بدأت الخلافة الإسلامية تضعف بصورة مُستمرة نتيجة ضعف ارتباطها بالله (سبحانه وتعالى) وحكمه.
لقد بدأ الصليبيون حملتهم سنة 1098م وفي تلك الفترة كانت المناطق الإسلامية في الشام والعراق وغيرها تُمزِّقها الخلافات والصراعات، فاستطاع الصليبيون الاستيلاء على فلسطين وأرجاء عديدة من بلاد الشام، لكن استمر جهاد المسلمين ضد الصليبيين، وقد افتقر إلى حسن التنظيم والإعداد، وافتقر المسلمون إلى قاعدة كبيرة قويَّة تكون منطلقًا للجهاد.
ومن الشخصيَّات المهمَّة في الجهاد ضد الصليبيين: عماد الدين زنكي، وبعد استشهاده حكم نور الدين محمود وبحكمه انفتحت صفحة جديدة للجهاد الإسلامي، واستطاع استرجاع بعض المدن في الشام، وقد أدرك أن السبيل الفعَّال لتحرير فلسطين يكون بالسيطرة على مصر ودخولها ضمن الجبهة الإسلامية المتحدة، ووضْع الصليبيين بين فكي الكمَّاشة، فسيطر على مصر بعد أن أسقط حكم الدولة الفاطمية، وبعد وفاته أكمل صلاح الدين الأيوبي مسيرة نور الدين، وقد رسَّخ في الجيش الإسلامي الاستعداد للقتال ورفع الروح الإيمانية والجهادية في النفوس، وكانت معركة حطِّين معركة فاصلة في التاريخ الإسلامي، بات ليلتها المسلمون يكبِّرون ويهلِّلون، وانتهت بسجود صلاح الدين لله مع سقوط خيمة ملك الإفرنج وأسره.
ولكن في السنوات الخمسين التي تلت حكم صلاح الدين الأيوبي كان بيت المقدس والأرض المقدَّسة عُرضة لحالة من عدم الاستقرار وخصوصًا مع ظهور الخطر المغولي، وفي تلك الفترة تولَّى سلطة مصر السلطان قطز وقد عُرِف بتقواه وارتباطه العميق بالإسلام، وقد واجه تهديدًا عنيفًا من قِبل هولاكو زعيم التتار، ولكن قطز كان لا يخشى إلا الله، فاستعان بربِّه وقرَّر إعلان الجهاد ومواجهة الزحف المغولي.
الفكرة من كتاب الطريق إلى القدس
مع التغيُّرات السريعة التي يطوف بها العالم الإسلامي والعربي، وتجدُّد القضايا عليه، لا تزال قضية فلسطين هي الأولى من بين كل القضايا، ومن خلال هذا الكتاب يقدِّم لنا الكاتب التجربة الإسلامية على أرض فلسطين منذ عصور الأنبياء (عليهم السلام) وحتى أواخر القرن العشرين، وذلك وفق رؤية إسلامية موضوعية علمية، ووفق تصوُّر ينبع من فهم المسلمين لهذه القضية المقدَّسة، مقدمًا الدلائل التاريخية لإثبات عمق وعراقة وأصالة فلسطين.
مؤلف كتاب الطريق إلى القدس
محسن محمد صالح: كاتب أردني الجنسية من أصل فلسطيني، وُلد سنة 1960، حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ، وشغل منزلة أستاذ دكتور تاريخ العرب الحديث والمعاصر، تخصَّص في الدراسات الفلسطينية، يعمل حاليًّا مديرًا عامًّا لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، كما أنه فاز بالمركز الأوَّل بجائزة بيت المقدس للعلماء المسلمين الشبان، وفاز بجائزة الامتياز في التدريس من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
من أبرز مؤلفاته:
مدخل إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين.
الحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية.
فلسطين.. دراسات منهجية في القضية الفلسطينية.