فلسطين قبل الإسلام
فلسطين قبل الإسلام
استوطن الإنسان منذ القدم فلسطين، فهناك آثار بها تعود إلى العصور الحجرية القديمة والحديثة والنحاسية، وإلى العصر البرونزي القديم أيضًا، وقد هاجر إليها من جزيرة العرب العموريون والكنعانيون وكذلك اليبوسيون والفينيقيون، وقد استقر اليبوسيون في القدس وما حولها وأنشأوا مدينة القدس وأسموها “يبوس” ثم “أورسالم”، ولقد كان “الكنعانيون” السكَّان الأساسيين للبلاد، حتى عُرفت أرض فلسطين بـ”أرض كنعان”.
ثم جاء العصر البرونزي الوسيط الذي سيطر فيه الهكسوس على فلسطين ثم العصر البرونزي المتأخِّر الذي دخلت فيه فلسطين تحت حكم مصر، وفي العصر الحديدي استقبلت فلسطين مجموعات مهاجرة من مناطق “شعوب البحر”، وهي من غرب آسيا لكن رعمسيس الثالث صدَّها عن سواحل الشام ومصر وبقيت مستقرة في جنوب فلسطين، وورد اسمها “بلست” بنقوش أثرية، ومنها جاءت تسميتهم “فلسطيون”، وسرعان ما اندمجوا بالكنعانيين واستعملوا لغتهم وعبدوا آلهتهم، وعلى الرغم من أن الفلسطينيين ذابوا في السكان الأصليين، فإنهم أعطوا هذه الأرض اسمهم فأصبحت تُعرَف بفلسطين.
وبالدلائل التاريخية يظهر أن موسى (عليه السلام) قاد بني إسرائيل باتجاه الأرض المقدَّسة في النصف الأخير من القرن الـ13 قبل الميلاد؛ أي أواخر العصر البرونزي المتأخر الذي يشهد هو وبداية العصر الحديدي بداية الدخول اليهودي إلى فلسطين، ثم قيام مملكة داود وسليمان (عليهما السلام)، ثم انقسمت إلى مملكة إسرائيل ومملكة يهودا، ومنذ 730 ق.م دخلت فلسطين تحت النفوذ الآشوري العراقي، ثم ورثهم البابليون حتى 539 ق.م، ثم غزا الفُرس فلسطين، وبعدهم دخلت فلسطين في العصر الهلينستي اليوناني حيث حكمها البطالمة، ثم ورثهم السلوقيون حتى 64 ق.م، وعندما جاء الرومان سيطروا على فلسطين، وبعد انقسامهم ظلت فلسطين تحت الإمبراطورية الرومانية الشرقية (دولة الروم)، حتى جاء الفتح الإسلامي، وأعطاها صبغتها العربية الإسلامية عام 636م.
الفكرة من كتاب الطريق إلى القدس
مع التغيُّرات السريعة التي يطوف بها العالم الإسلامي والعربي، وتجدُّد القضايا عليه، لا تزال قضية فلسطين هي الأولى من بين كل القضايا، ومن خلال هذا الكتاب يقدِّم لنا الكاتب التجربة الإسلامية على أرض فلسطين منذ عصور الأنبياء (عليهم السلام) وحتى أواخر القرن العشرين، وذلك وفق رؤية إسلامية موضوعية علمية، ووفق تصوُّر ينبع من فهم المسلمين لهذه القضية المقدَّسة، مقدمًا الدلائل التاريخية لإثبات عمق وعراقة وأصالة فلسطين.
مؤلف كتاب الطريق إلى القدس
محسن محمد صالح: كاتب أردني الجنسية من أصل فلسطيني، وُلد سنة 1960، حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ، وشغل منزلة أستاذ دكتور تاريخ العرب الحديث والمعاصر، تخصَّص في الدراسات الفلسطينية، يعمل حاليًّا مديرًا عامًّا لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، كما أنه فاز بالمركز الأوَّل بجائزة بيت المقدس للعلماء المسلمين الشبان، وفاز بجائزة الامتياز في التدريس من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
من أبرز مؤلفاته:
مدخل إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين.
الحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية.
فلسطين.. دراسات منهجية في القضية الفلسطينية.