قبل الانطلاق
قبل الانطلاق
قدَّر الله (عز وجل) أن تكون فلسطين أرض الأنبياء والرسل الذين دعوا إلى التوحيد، فالمسلمون يؤمنون بكل الأنبياء، ويعدُّون رسالة الإسلام امتدادًا لرسالات الأنبياء جميعهم، وأن الدعوة التي دعا إليها الأنبياء هي الدعوة التي دعا بها مُحمَّد (صلى الله عليه وسلَّم)، وهي رسالة التوحيد، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾.
وما يقع فيه المؤرخون من الأخطاء أنهم يعدون تراث الأنبياء (عليهم السلام) الذي أرسلوا إلى بني إسرائيل خاصًّا باليهود، وهذا ما يريده اليهود، كما أنهم يسيئون إلى سيرة عدد من رسل بني إسرائيل باستخدام الاستدلالات التي تعتمد على التوراة المُحرَّفة، وذلك في محاولة لتشويههم وتشويه صورة حكمهم ودولتهم، ولكن القرآن الكريم عرَّفنا حقيقة أخلاق بني إسرائيل، لذا فإن رابطة الإيمان والعقيدة هي الأساس الذي يجتمع عليه المسلمون، وهي دعوة الأنبياء.
لذا كان المسلمون هم أحق الناس بميراث الأنبياء، بما فيهم أنبياء بني إسرائيل، ولقد أعطى الله (عز وجل) هذه الأرض لبني إسرائيل عندما كانوا مستقيمين ومتبعين أمره، فلما كفروا ورفضوا اتباع أمر ربهم، حلَّت عليهم لعنة الله وغضبه، يقول تعالى ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾، وبذلك تحوَّلت شرعية حكم الأرض المقدَّسة إلى الأمة التي سارت على منهج الأنبياء، وهي أمة الإسلام، فالمسألة ليست متعلِّقة بالنسل أو الجنس أو القوم، وإنما باتباع المنهج.
وما جاء في كتب اليهود المُحرَّفة أن هذه الأرض أعطاها الله (عز وجل) لإبراهيم ونسله، لذا هم أحق بها فيكون الرد عليهم أن نسل إبراهيم (عليه الصلاة والسلام) ليسوا بني إسرائيل وحدهم، فالعرب المستعربة من أبناء إسماعيل (عليه السلام).
الفكرة من كتاب الطريق إلى القدس
مع التغيُّرات السريعة التي يطوف بها العالم الإسلامي والعربي، وتجدُّد القضايا عليه، لا تزال قضية فلسطين هي الأولى من بين كل القضايا، ومن خلال هذا الكتاب يقدِّم لنا الكاتب التجربة الإسلامية على أرض فلسطين منذ عصور الأنبياء (عليهم السلام) وحتى أواخر القرن العشرين، وذلك وفق رؤية إسلامية موضوعية علمية، ووفق تصوُّر ينبع من فهم المسلمين لهذه القضية المقدَّسة، مقدمًا الدلائل التاريخية لإثبات عمق وعراقة وأصالة فلسطين.
مؤلف كتاب الطريق إلى القدس
محسن محمد صالح: كاتب أردني الجنسية من أصل فلسطيني، وُلد سنة 1960، حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ، وشغل منزلة أستاذ دكتور تاريخ العرب الحديث والمعاصر، تخصَّص في الدراسات الفلسطينية، يعمل حاليًّا مديرًا عامًّا لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، كما أنه فاز بالمركز الأوَّل بجائزة بيت المقدس للعلماء المسلمين الشبان، وفاز بجائزة الامتياز في التدريس من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
من أبرز مؤلفاته:
مدخل إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين.
الحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية.
فلسطين.. دراسات منهجية في القضية الفلسطينية.