تهيئة المراهق
تهيئة المراهق
ما المراهقة؟ المراهقة مرحلة تتوسَّط الطفولة واكتمال الرجولة أو الأنوثة، وتبدأ بالبلوغ وتنتهي بالرشد واكتمال الشخصية، وتقريبًا تبدأ عند الذكر ببلوغه سن الثانية عشرة وعند الأنثى قبل ذلك، وفي هذه المرحلة يظهر على المراهقين تغيُّرات جسدية وانفعالات نفسية وعقلية وميل إلى الجنس الآخر وحب للاستقلال ونحوه، فيكون في هذه المرحلة بحاجة إلى مزيد احتواء واهتمام خاص وتفهُّم.
التغيُّرات الجسدية من أبرز التغيُّرات التي تطرأ على الإنسان، فهي في مرحلة المراهقة تكون بصورة واضحة وسريعة، وتساعد التغذية على نمو أعضاء جسد المراهق على نحو صحيح التي كان يتلقَّاها في بطن أمه جنينًا وبعد ولادته حتى يكبر، وعلى الوالدين أن يبدآ الحديث في هذه التغيُّرات مع أبنائهما في سنٍّ تسبق البلوغ بقليل ليتمَّ تهئتهم لهذا الأمر بطريقة صحيحة، وليتمَّ كسر حاجز الخجل عن الحديث في هذه الأمور بينهم وبين أهلهم، أيضًا يجب تعويدهم منذ الصغر على النظافة الجسدية والعناية بأجسامهم والاهتمام بالرياضة البدنية، بما يناسب أعمارهم وأجناسهم، وتوعيتهم الشرعية فيما يخص التعامل مع الجنس الآخر، وكل ذلك يساعدهم للمرور بتحربة نمو جسدي هادئة وناجحة.
التغيُّرات النفسية والوجدانية مما يمرُّ به المراهق على نحو مكثَّف في مراحل نموه السريعة أيضًا مما يُراعى في أثناء التعامل مع تلك المرحلة، فينُصح الوالدان مثلًا في أمور الرفض أن يُبرِّرا للمراهق ويفسِّرا له ذلك الرفض، وأن تُتاح مشاركته في تحمل المسؤولية وإشراكه في المجتمع وأخذ رأيه بعين الاعتبار والسماح له بإبدائه، ولقد أثبتت الدراسات أن المجتمعات الفطرية كالمجتمعات الريفية مثلًا التي تسمح بمشاركة المراهق وإعطائه الفرصة للعمل والتكسُّب تقلِّل من الصراعات التي قد تنشأ بينه وبين الأسرة بخلاف المجتمعات المتحضِّرة المتكلة على فرد واحد مسؤول من أفراد الأسرة.
الفكرة من كتاب كيف نتعامل مع مراهقة أبنائنا؟
“على الرغم مما تشكِّله مرحلة الطفولة من أرضية للتكوين العقلي والمعرفي، فإن النشاط الجسمي والهرموني لدى المراهق ، يجعله يتخطَّى مرحلة الطفولة إلى مرحلة تقرِّبه من الرجولة والاستقلالية، ويصاحب ذلك ،قدر كبير من نمو الخيال ونضج القوى العقلية، مما يمنحه أبعادًا أكبر ،في فهم حقائق الحياة ومدركاتها…”.
يجمع الكاتب في هذا الكتاب، أغلب ما يتعلق بالمراهق منذ صغره وحتى بلوغه، وما يجب أن يتلقَّاه ويحظى به من رعاية وعناية فائقة، وأبرز المشكلات التي يتعرَّض لها وأسبابها وطرق العلاج والوقاية منها، وأهمية التواصل والحوار البنَّاء بين الوالدين والأبناء المراهقين، والخطوط العامة التي إن تم تفعيلها بصورة صحيحة في الأسرة فسيكون الآباء والمراهقون سعداء وراضين بتلك المرحلة.
مؤلف كتاب كيف نتعامل مع مراهقة أبنائنا؟
محمد نبيل كاظم: كاتب سوري الجنسية، حصل على الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة البنجاب عام 1984م، كما أنه حصل على دبلوم برمجة لغوية عصبية عام 2004م، وقد ألقى ما يقرب من سبعين دورة تدريبية تربوية.
له العديد من المؤلفات في النجاح الذاتي والأسري، ومن أهم مؤلفاته: “كيف تحدِّد أهدافك على طريق نجاحك”، و”كيف نتحرَّر من نار الغضب”، و”كيف تغيِّر نفسك بنجاح”، و”كيف تتحرَّر من إدمان الذنوب والمعاصي” و”كيف نؤدب أبناءنا بغير ضرب؟”.