تنازلات أمام العدو
تنازلات أمام العدو
بالتوقيع على اتفاقية أوسلو وعدم الرجوع إلى الشعب الفلسطيني أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية “السلطة الفلسطينية” في مواجهة التيارات المعارضة، فهي بتلك الاتفاقية لا تستطيع مقاومة الكيان الصهيوني بالأسلحة، وأصبحت مضطرة إلى قمع أية مقاومة مُسلَّحة ضد الكيان الصهيوني، فحاربت أبناء شعبها وأصبحت “أداة لحماية إسرائيل” فقامت بحملات اعتقال واسعة لإثبات حرصها على السلام مع إسرائيل!
في المقابل تمكَّن الكيان الصهيوني من استقدام مليونين و900 ألف مهاجر يهودي، فازداد عدد اليهود، واتجه لفتح سفاراته وإقامة العلاقات السياسية والاقتصادية، ومع الضعف العربي في تلك الفترة وفي أثناء حرب الخليج قامت بعض الدول العربية بالتسوية السلمية مع الكيان الصهيوني فاستمتع الكيان بحالة من الاستقرار النسبي.
وفي سنة 2000م قامت انتفاضة الأقصى بسبب زيارة شارون الاستفزازية للمسجد الأقصى، فاستيقظت روح المقاومة والصمود مرة أخرى، وقد انعكست هذه الانتفاضة على طريقة تفكير الناس فاشتد العداء على المشروع الصهيوني، ولكن سنة 2005 خفَّت موجة انتفاضة الأقصى بعد وفاة ياسر عرفات في ظروف غامضة، وانتخاب محمود عباس رئيسًا للسلطة، هذا مع ازدياد عدد الشهداء والمسجونين في سجون الاحتلال، وعلى الرغم من ذلك فقد استمرت عمليات المقاومة من قِبل حماس، فعانى الكيان الصهيوني تدهور الوضع الاقتصادي.
ولكن في الفترة (2006-2011) تابع الكيان الصهيوني عدوانه، وتابعت المقاومة الفلسطينية عملها، فتطوَّرت أدواتها وتمكَّنت من إطلاق الصواريخ إلا أنها كانت محدودة التأثير، فركَّزت الحملات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزَّة بهدف إسقاط حماس، فكانت أبرز حملاتها “أمطار الصيف”، و”الرصاص المصبوب”، وفي تلك الفترة أيضًا كان العدوان الإسرائيلي على لبنان ولكنه وُجِّه بمقاومة من قِبل قوى المقاومة اللبنانية، فتراجع عن لبنان.
الفكرة من كتاب القضية الفلسطينية.. خلفياتها التاريخية وتطوُّراتها المعاصرة
من المعلوم أن القضية الفلسطينية من القضايا التي تهم المُسلمين والعرب، وذلك لقدسيَّة أرضها، وطبيعة العدو بادعاءاته العقائدية والتاريخية، فالتحدِّي اليهودي الصهيوني يمثِّل أبرز التحديات التي تواجه الأمَّة الإسلامية، بالإضافة إلى طبيعة التحالف الغربي – الصهيوني الذي يهدف إلى تمزيق الأمَّة الإسلامية، فمن خلال هذا الكتاب يُقدِّم الكاتب رؤية عامَّة للقضية الفلسطينية من خلال تتبُّع تفاصيل السياق التاريخي الحديث للقضية.
مؤلف كتاب القضية الفلسطينية.. خلفياتها التاريخية وتطوُّراتها المعاصرة
محسن محمد صالح، أردني الجنسية من أصل فلسطيني، وُلد سنة 1960، حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ، وشغل منزلة أستاذ دكتور تاريخ العرب الحديث والمعاصر، تخصَّص في الدراسات الفلسطينية، ويعمل حاليًّا مديرًا عامًّا لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، كما فاز بالمركز الأوَّل لجائزة بيت المقدس للعلماء المسلمين الشبان، وفاز بجائزة الامتياز في التدريس من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
من أبرز كتبه:
الطريق إلى القدس.
مدخل إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين.
الحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية.