بدايات الحركة الصهيونية
بدايات الحركة الصهيونية
يدَّعي اليهود أن الله (سبحانه وتعالى) وعدهم بامتلاك هذه الأرض، فيقدِّسونها ويعتقدون أن لهم الحق في تشريد شعوب تلك الأرض واغتصاب أموالهم ومقدَّساتهم ما داموا هم الأولى بها، ولكنَّ المسلمين يرون أن الراية تكون لمن يُقيم التوحيد، فالامتداد الحقيقي لدعوة الرسل هو التوحيد، وهذا ما يؤمن به المسلمون، فهم أحق الناس بميراث الأنبياء بعد أن انحرف الآخرون عن دعوة رسلهم.
ومن الناحية التاريخية فقد كان حكم بني إسرائيل لليهود لم يتجاوز أربعة قرون على أجزاء من فلسطين، أما الحكم الإسلامي فقد استمر نحو اثني عشر قرنًا، كما أن أهل فلسطين الأصليين لم يُغادروا أرضهم مهما تتابع واختلف من يحكمها إلا أن عددًا كبيرًا قد طُرِد من قبل العصابات الصهيونية سنة 1948م، ويهود هذا الزمان لا ينتمون إلى بني إسرائيل ولا إلى فلسطين بأية صلة، لأن معظمهم من يهود “الخزر” وترجع أصولهم إلى قبائل تترية -تركية قديمة، سكنت شمال القوقاز في جنوب روسيا وتهوَّدت في القرن الثامن الميلادي بقيادة بولان، وعندما سقط مُلكهم تفرَّقوا في روسيا وشرق آسيا، وهم معروفون الآن بـ”اليهود الأشكناز”.
وبمرور أوروبا بمحطَّات تاريخية فاصلة قد حدث بها تغيُّرات انعكست على اليهود، فظهرت الحركة البروتستانتية التي تهدف إلى الإصلاح الديني، وركَّزت على الإيمان بالعهد القديم المُحرَّف، والتي ترى أن اليهود هم أهل فلسطين، وآمن البروتستانت بنبوءة العهد الألفي واجتماع اليهود بأرض فلسطين استعدادًا لعودة المسيح، ومنذ الثورة الفرنسية سنة 1789م تشكَّلت الدولة الأوروبية الحديثة التي اعتمدت على فكرة القومية والعلمانية، بالمقابل فإن روسيا وأوروبا الشرقية اللتين كان يسكن بهما أغلب اليهود سلكتا مسلك القسر والفوقية، فشارك اليهود بالحركات الثورية اليسارية، واتخذت ضدهم إجراءات عنيفة سُمِّيت بـ”اللا سامية” وبدأت من هنا نشأة المشكلة اليهودية، ثم نشأة فكرة الدولة الحاجزة.
الفكرة من كتاب القضية الفلسطينية.. خلفياتها التاريخية وتطوُّراتها المعاصرة
من المعلوم أن القضية الفلسطينية من القضايا التي تهم المُسلمين والعرب، وذلك لقدسيَّة أرضها، وطبيعة العدو بادعاءاته العقائدية والتاريخية، فالتحدِّي اليهودي الصهيوني يمثِّل أبرز التحديات التي تواجه الأمَّة الإسلامية، بالإضافة إلى طبيعة التحالف الغربي – الصهيوني الذي يهدف إلى تمزيق الأمَّة الإسلامية، فمن خلال هذا الكتاب يُقدِّم الكاتب رؤية عامَّة للقضية الفلسطينية من خلال تتبُّع تفاصيل السياق التاريخي الحديث للقضية.
مؤلف كتاب القضية الفلسطينية.. خلفياتها التاريخية وتطوُّراتها المعاصرة
محسن محمد صالح، أردني الجنسية من أصل فلسطيني، وُلد سنة 1960، حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ، وشغل منزلة أستاذ دكتور تاريخ العرب الحديث والمعاصر، تخصَّص في الدراسات الفلسطينية، ويعمل حاليًّا مديرًا عامًّا لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، كما فاز بالمركز الأوَّل لجائزة بيت المقدس للعلماء المسلمين الشبان، وفاز بجائزة الامتياز في التدريس من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
من أبرز كتبه:
الطريق إلى القدس.
مدخل إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين.
الحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية.