عدم الثقة بالنفس عند الأطفال
عدم الثقة بالنفس عند الأطفال
بعض الأطفال يعانون الخوف والقلق بصفة عامة في معظم مواقف حياتهم، فنرى بعضهم يخافون مقابلة الزوار، وبعضهم يخافون الامتحانات، وغيرهم يخشون أن يتكلموا في أي مجتمع خوفًا من النقد والخطأ، وقد تظهر بعض هذه المخاوف في صورة غير واقعية وغير مباشرة، وفي صورة أعراض مختلفة كالتهتهة في الكلام والانطوائية والخجل والاكتئاب والتشاؤم والتوقُّع الدائم للخطر، وهؤلاء الأطفال لا يعانون الخوف بذاته، بل يعانون ضعف الثقة بالنفس وقلة الشعور بالطمأنينة وبالأمن، نتيجة أساليب التربية الخاطئة.
وتختلف أسباب عدم ثقة الطفل بنفسه، ومنها: أساليب التربية الخاطئة في الطفولة المبكرة، فبعد أن يتعوَّد الطفل أن يحاط بالرعاية والاهتمام منذ الولادة، وما إن يتعلم المشي واللعب يرى الزجر والنهي والضرب إذا عبث بشيء في المنزل، الأمر الذي لم يتعوَّد عليه من قبل من والديه، فيسبِّب ذلك اضطرابه نفسيًّا؛ بسبب الانتقال المفاجئ في معاملته، كما أن معاناة الطفل من الأمور الجسدية غير الطبيعية كالعرج والحول والقصر المفرط والسمنة أو النحافة الشديدة وتأخُّر مستوى الذكاء والمستوى الدراسي كلها عوامل تفقده ثقته.
كذلك من أسبابها أن يقارن الآباء بين طفل وآخر ولو بهدف الحث على الاجتهاد، كما أن النقد والزجر والتوبيخ كلها أمور تشعر الطفل بالنقص، كذلك عدم تنشئته معتمدًا على نفسه والتدخُّل في كل أموره ومواقف حياته كاللعب والتصرُّف فيها بالنيابة عنه، مما لا يحقِّق له فرصة الاستقلالية واكتساب الخبرات والاعتماد على الذات، أيضًا من أسباب عدم ثقة الطفل بنفسه تسلُّط الآباء والرغبة في طاعتهم طاعة عمياء ورغبتهم في السيطرة على كل تحركات الطفل دون ترك مساحة له في التفكير، كما أن اضطراب جو الأسرة ونشأته بين أشخاص يعانون عدم الثقة والخوف وكثرة النزاعات في أسرته بين الوالدين تشعره بعدم الطمأنينة والاستقرار فيفقد ثقته بنفسه.
الفكرة من كتاب الخوف والقلق والابتزاز عند الأطفال
إن شعور الطفل بالخوف والقلق أمر عادي، فهذا جزء من نشأته وهو جزء من كون الشخص إنسانًا، ولكن قد يكون الأطفال الصغار قلقين جدًّا لدرجة أن الهلع والقلق قد يمنعهم من الاستكشاف والانتفاع والنمو.
وكثيرًا ما تواجه الأم بعض المشكلات في تربية أطفالها- وبخاصة الطفل الأول- نتيجة قلة خبرتها في هذا المجال، وتقلُّب مزاج وانفعالات واحتياجات الطفل في مراحل نموه المختلفة، وتقف حائرة أمام العديد من المشكلات هل تعالجها بغريزة الأمومة الفطرية أم تتجه إلى النظريات العلمية والعلماء تلتمس النصائح؟
يقدِّم هذا الكتاب عددًا من التعريفات والحلول الإيجابية لكثير من مشكلات الأطفال الانفعالية والوجدانية كالخوف والقلق والاكتئاب والبكاء، وما يتعلق بها والأسباب الباعثة عليها وكيفية الوقاية منها والتعامل الأمثل معها.
مؤلف كتاب الخوف والقلق والابتزاز عند الأطفال
نادر إسماعيل الزبدي: كاتب أردني الجنسية، يعدُّ من الكتاب المهتمين بمجالات التربية والصحة النفسية للأطفال.
ومن مؤلفاته:
التربية الاجتماعية للطفل.
الانفعالات والاضطرابات عند الأطفال.
أحدث التعليقات