صلاة الفجر وحال الأمّة
صلاة الفجر وحال الأمّة
صلاة الفجر في جماعة لرجال المُسلمين، وفي أول وقتها لنساء المُسلمين قضيَّة محورية في حياة الأمة المسلمة وفي بنائها، فهي مقياس لمستوى الأمَّة وقيمها، فالأمَّة التي تفرِّط في صلاة الفجر لا تستحقُّ القيام، بل تستحق الاستبدال، فإن أوَّل صفة لأولئك الذين يُمكَّنون في الأرض هي إقامة الصلاة، يقول تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾.
ولو نظرت في سورة الإسراء، هذه السورة التي تتحدَّث عن قُرب ميعاد استبدال بني إسرائيل وإحلال أمة الإسلام مكانها، لاحظت أنه لم يأتِ طلب النصرة إلا بعد الحديث عن الفجر، يقول تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ فلا يأتي طلب السلطان النصير إلا من الله (عز وجل)، ولا يأتي مجيء الحق وإزهاق الباطل وتمكين دين الله (عز وجل) في الأرض إلا بعد إقامة الصلاة وبخاصة صلاة الفجر.
حتى اللحظات الأخيرة في عُمر الأرض التي يكون فيها التغيير والإصلاح بنزول المسيح (عليه السلام) إلى الأرض آخر الزمان ستكون في صلاة الفجر! فإن أولئك الذين سيتبعونه هم الذين يحافظون على صلاة الفجر، فمن أراد تغيير حال الأمَّة فليبدأ بحفاظه على الصلاة وخصوصًا الفجر.
الفكرة من كتاب كيف تحافظ على صلاة الفجر؟
إنه لمن السهل أن يدَّعي المرء الإيمان، وأن ينطق كلمة الإسلام بلسانه، ولكن من الصعب أن يتأكَّد من حقيقة هذا الادِّعاء في قلبه، فالمؤمن الحق هو من وافق قولُه عملَه، لهذا فقد فرض الله (سبحانه وتعالى) على عباده اختبارات مُعينة تكشف عن خبايا النفوس، وهذه الفرائض غرضها إظهار الصادق من الكاذب، ولتكون حُجَّة على من ادَّعى، وهذه الفرائض لا تخرج عن حيِّز قدرة الإنسان واستطاعته، ومن هذه الفرائض: صلاة الفجر.
فما مكانة صلاة الفجر؟ وما وقتها الصحيح؟ وما الوسائل المُعينة على الحفاظ عليها؟ تأتي الإجابات عن تلك الأسئلة وغيرها من خلال هذا الكتاب.
مؤلف كتاب كيف تحافظ على صلاة الفجر؟
راغب السرجاني، داعية إسلامي مصري مهتم بالتاريخ الإسلامي ومشرف على موقع “قصة الإسلام”، ولد بمصر عام 1964م، وتخرج في كلية الطب جامعة القاهرة، وحصل على الدكتوراه في جراحة المسالك البولية والكلى، ويعمل الآن أستاذًا مساعدًا في كلية الطب جامعة القاهرة، له إسهامات دعوية وعملية عديدة، حصل على المركز الأول في جائزة البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) لعام 2007، وينطلق مشروعه الفكري “معًا نبني خير أمة” من دراسة التاريخ الإسلامي دراسة دقيقة مستوعبة.
من مؤلفاته:
فلسطين حتى لا تكون أندلسًا أخرى.
رسالة إلى شباب الأمَّة.
العلم وبناء الأمم: دراسة تأصيلية لدور العلم في بناء الدولة.