نوبات الغضب
نوبات الغضب
تكون نوبات الغضب أكثر شيوعًا بين الأطفال ما بين سنتين وأربع سنوات، وتقل تدريجيًّا عندما يتعلَّم الطفل التعبير عن مشاعره وأفكاره بصورة لفظية، وقد يكون الغضب بصورة إيجابية وهي صورة الصراخ والثورة، أو بصورة سلبية مصحوبة بانطواء وعزلة وإضراب عن الكلام وربما الطعام، وهذه الصورة أشد خطورة على الطفل، إذ إنه يكبت غضبه فيتحوَّل إلى توتُّر وقلق واضطراب.
ومن أسباب ذلك، أن يكون أحد الوالدين سريع الغضب أو مستبدًّا متسلطًا، أو لشعور الطفل أنه غير محبوب ومرفوض ويكثر في الأطفال الأيتام الذين يتعرَّضون لمعاملة قاسية أو يشعرون بأن هناك ما ينقصهم لأن الأب بمفرده أو الأم بمفردها لا تستطيع ملء فراغ الطرف الثاني، وأيضًا تقييد حرية الطفل وحركته في اللعب والأنشطة، وقد يكون بسبب مرض جسدي يضعف سيطرته على نفسه فيجعله متوترًا هائجًا، أو بسبب سوء التغذية.
وينبغي على الأهل توفير بيئة هادئة، وعدم السخرية من الطفل، وعدم إجباره بتعنُّت على شيء بشكل يفقده الشعور بأهميته، كما لا ينبغي الاستجابة لرغبات الطفل حينما يثور حتى لا يعتاد أنها وسيلة فعالة، ويجب عدم مقابلة نوبات الغضب بالصراخ والغضب، ومن المفيد تجاهل الطفل حتى يهدأ ثم نحادثه بهدوء دون تعليق على نوبة الغضب، ومن المهم أن يعلِّم الآباء الأبناء كيف يعبِّرون عن مشاعرهم وأفكارهم بالكلمات والألفاظ التي تصف شعورهم، وتعليم الطفل أنه ينبغي حين الغضب تغيير المكان والحالة والوضوء والسكوت والتعوُّذ من الشيطان.
الفكرة من كتاب طفلك ومشكلاته النفسية
إن مرحلة الطفولة هي أساس بناء تكوين الإنسان ونموِّه، وعند دراسة أي مشكلة لدى الطفل علينا النظر أولًا إلى الدوافع والمسبِّبات من ورائها، ومن ثم طرق العلاج لهذه الأسباب، وينبغي مراعاة اختلاف الأطفال بعضهم عن بعض، فلكلِّ طفل بيئة مختلفة وظروف مختلفة وشخصية مختلفة أيضًا، فالمشكلة نفسها التي تظهر لدى طفلين قد تختلف اختلافًا كليًّا في الدوافع التي أدَّت إليها، ومن ثم في طريقة العلاج، وعلينا ألا نخلط بين المشكلة النفسية والمرض النفسي، فالمشكلة عارضة وسرعان ما تزول إذا لم تهمل والتزم المربي بمبادئ العلاج التربوي والديني والاجتماعي والنفسي، أما المرض النفسي فهو حالة مزمنة تحتاج إلى متخصِّصي علاج نفسي.
في هذا الكتاب يعرض المؤلف عدة مشكلات نفسية للأطفال كالكذب والخجل والعدوان، وأسبابها وطرق الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب طفلك ومشكلاته النفسية
أحمد علي بديوي: كاتب وطبيب مصري، وأستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة حلوان.
من مؤلفاته: “الثواب والعقاب وأثره في تربية الأولاد”، والكتاب الذي بين أيدينا، والكتابان ضمن سلسلة سفير التربوية.