العدوان والتخريب
العدوان والتخريب
يقصد بالعدوان إلحاق الضرر بالآخرين جسديًّا أو نفسيًّا من خلال الإهانة والتحقير والسب، والعدوان بين الأطفال إما عدوان ناتج عن الاستفزاز، يدافع فيه الطفل عن نفسه ضد مضايقات أقرانه، وإما عدوان تلقائي، يبادر به الطفل باستمرار بغرض فرض السيطرة على الأقران، وإما عدوان متفجِّر أو نوبات غضب، كأن يقوم الطفل بتكسير ما حوله حين يغضب.
ومن أسباب العدوان لدى الأطفال الإحباط نتيجة عدم قدرتهم على تلبية إحدى رغباتهم، وقد يكون السلوك المحيط بالطفل مليئًا بالعدوانية فيتمثلَّه الطفل، أو في أثناء غياب الأب لفترات طويلة فيتمرَّد الأطفال الذكور خصوصًا على سلطة الأم ويرون العدوان صورة للرجولة، وأول نقطة للعلاج تكون في البحث وراء الدافع ومعالجته.
أما التخريب فقد يكون تصرفًا بريئًا بغير قصد لقلة مهارات الطفل، أو بدافع الاستكشاف والفضول، أو عمدًا لنزعة عدوانية، وقد يكون لانفعال مكبوت يظهر في اضطرابات السلوك، أو لشعور الطفل بالنقص وكرهه لسلطة الوالدين فيكون التخريب انتقامًا وإثباتًا للذات، وقد يكون لاختلال إفرازات الغدد ما يحدث خللًا في نشاط الجسم، ومن الممكن أن يكون لشعور الطفل بالإهمال أو النبذ، أو رغبة في لفت الأنظار أو للشعور بالإحباط.
فينبغي مساعدة الطفل على التنفيس عن غضبه على نحو مناسب عن طريق الأنشطة، ومساعدته على التعبير عن مشاعره في صورة فنية مثلًا أو بتشكيل الصلصال والرسم، وعندما يبدأ الطفل في التخريب مُرْه بصورة واضحة أن يتوقَّف وأبعده لمدة دقيقتين أو خمس دقائق حتى يهدأ ثم امتدح هدوءه واشكره، ومن الوسائل المساعدة أن يتحمَّل الطفل عواقب تخريبه بما يناسب عمره، فإذا كتب على الجدران يقوم بتنظيفها بنفسه، أو كسر شيئًا يقتطع جزءًا من مصروفه لإصلاحه، وهكذا.