الكذب

إن الكذب صفة مكتسبة، وقد تكون بسبب أن بعض الآباء لا يمثِّلون قدوة في ذلك، أو بإجبار الطفل على الاعتراف بالخطأ والتضييق عليه دون مراعاة لمرحلة النمو أو الشخصية فيصطنع الطفل الصدق لإرضائهم وهو كاره، وبعض الآباء يعاقبون الطفل إن اعترف بكذبه فيقع في نفسه أنه عوقب حينما أخبر بالصدق.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وأنواع الكذب لدى الأطفال مختلفة، فمنها الكذب الخيالي خصوصًا في السن الصغيرة التي لا يميز فيها الطفل بين الحقيقة والخيال، ولا يعد هذا كذبًا، وقد يكون علامة جيدة على خصوبة خيال الطفل وذكائه، وهذا النوع يزول من تلقاء نفسه بنمو الطفل وإدراكه، وهناك الكذب الادعائي فقد يشعر الطفل بالنقص فيكذب عن صفاته ومواهبه أو ممتلكات والديه، أو الكذب لغرض شخصي فيدَّعي حاجة المدرسة إلى المال لتزيين الفصل ليستخدمه في غرض آخر، أو كذب الانتقام والكراهية كأن يتهم طفلًا غيره ليتعرَّض للعقوبة مثلًا ومن أسبابه الغيرة، وهذا النوع من الكذب بالغ الخطورة واستمراره يؤثر في صحة الطفل النفسية.

هناك أيضًا الكذب الوقائي وهو أن يكذب الطفل دفاعًا عن نفسه وخوفًا من عقوبة قاسية، ويكثر ذلك في الأسر التي تنتهج الشدة في العقوبة، وهناك الكذب العنادي وهو أن يتحدَّى الطفل السلطة المتمثِّلة في أبويه أو المدرسة إذا كانوا شديدي الرقابة قليلي العاطفة.

فينبغي على الآباء معرفة هل هذا الكذب عارض أم متكرِّر وما الدوافع التي أدت إليه، وينبغي أن يؤخذ الطفل باللين والرفق ولا يشهر به، وينبغي إشباع حاجات الطفل النفسية، وأن يعلِّموهم فضيلة الصدق ومكانته لدى الله وخطورة الكذب وقبحه.

إن مرحلة الطفولة هي أساس بناء تكوين الإنسان ونموِّه، وعند دراسة أي مشكلة لدى الطفل علينا النظر أولًا إلى الدوافع والمسبِّبات من ورائها، ومن ثم طرق العلاج لهذه الأسباب، وينبغي مراعاة اختلاف الأطفال بعضهم عن بعض، فلكلِّ طفل بيئة مختلفة وظروف مختلفة وشخصية مختلفة أيضًا، فالمشكلة نفسها التي تظهر لدى طفلين قد تختلف اختلافًا كليًّا في الدوافع التي أدَّت إليها، ومن ثم في طريقة العلاج، وعلينا ألا نخلط بين المشكلة النفسية والمرض النفسي، فالمشكلة عارضة وسرعان ما تزول إذا لم تهمل والتزم المربي بمبادئ العلاج التربوي والديني والاجتماعي والنفسي، أما المرض النفسي فهو حالة مزمنة تحتاج إلى متخصِّصي علاج نفسي.

في هذا الكتاب يعرض المؤلف عدة مشكلات نفسية للأطفال كالكذب والخجل والعدوان، وأسبابها وطرق الوقاية والعلاج.

أحمد علي بديوي: كاتب وطبيب مصري، وأستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة حلوان.

من مؤلفاته: “الثواب والعقاب وأثره في تربية الأولاد”، والكتاب الذي بين أيدينا، والكتابان ضمن سلسلة سفير التربوية.