الرأي العام
الرأي العام
لا تستطيع أي دولة أن تضمن بقاءها دون حد أدنى من رضا المحكومين أو على الأقل فئة منهم، من هنا وجدت الدول والحكومات نفسها مضطرة إلى سماع رأي الشعب أو على الأقل تتظاهر بذلك، وهذا ما نعنيه بالرأي العام الذي بواسطته يعرف الحكام ما يفكر فيه المحكومون، وقد يختص الرأي العام بجموع الشعب كما يظهر ذلك في أثناء أي انتخابات أو استفتاءات أو استطلاعات رأي قد تحدث، كما قد يقتصر في الوقت نفسه على رأي الشخصيات العامة المهمة أو المجالس النيابية الممثلة للشعب.
ولكن لا يُستحسن التفاؤل كثيرًا حيال العديد من الوسائل المتعددة للكشف عن الرأي العام، فالكثير منها يعتريه أخطاء التحيز وعدم اليقين، وعادةً ما تتم ممارسة بعض الأساليب لتوجيه الجموع لتبني رأي معين حول قضية ما، خصوصًا مع سهولة الولوج اليوم إلى عقول العديدين عبر وسائل التواصل المختلفة، بالإضافة إلى ذلك أن معظم الجموع تعيش نوعًا من أزمة وعي، فإذا استطعنا الوصول بها إلى مرحلة وعي الأزمة حينها يمكن أن تتم الاستفادة من الرأي العام.
وبما أن قضية الانتخابات اليوم بمثابة نوع ما من استشارة المحكومين، اتجه المسؤولون إلى صناعة الرأي العام الذي يرغبون فيه، مما تطلَّب نوعًا من تغييب الوعي المجتمعي عبر حملات الغش والتدليس وغسل الأدمغة والعزف على أوتار العقل اللاواعي للجمهور المستهدف، فالسياسيون دائمًا ما يعمدون إلى إنكار ما يعرفه الجميع عنهم! ويلجؤون في سبيل ذلك إلى مستشاري اتصال متخصصين في هندسة العقول وبرمجتها، ولعل أبرز مثال معاصر على ذلك هو الانتخابات الأمريكية الأخيرة حيث كان من أسباب فوز المرشح الديمقراطي دونالد ترامب الحملة الشعواء التي تم تسليطها على الرأي العام الأمريكي بغية تشكيله وتوجيهه نحو دعم المرشح الجمهوري ترامب، وإن لم يطل الوضع كثيرًا، وعاد الرأي العام الأمريكي إلى الانتفاض من جديد بعد أن تيقَّن من تعرضه لمؤامرة.
الفكرة من كتاب الدروس الأولى في علم الاجتماع
يطوف بنا هذا الكتاب في دراسة العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وكيف تتشكَّل الشخصية الجمعية المميزة لكل جماعة عن غيرها، كما يلمس أهم المواضيع الاجتماعية المعاصرة كالثقافة والتنشئة الاجتماعية، والسلطة السياسية وما يتعلَّق بصناعة الرأي العام وكيف يتشكَّل، إلى غير ذلك من القضايا المهمة.
مؤلف كتاب الدروس الأولى في علم الاجتماع
فيليب ريتور: أستاذ وباحث بعدة جامعات ومعاهد فرنسية، له العديد من الكتب والدراسات في علم الاجتماع، لا سيما الكتب التي تُعرَف بفرع السوسيولوجيا، وعُرِف الكاتب أكثر بانشغاله حول سوسيولوجيا التواصل السياسي.
له كتابان: الدروس الأولى في علم الاجتماع، وسوسيولوجيا التواصل السياسي.