ما السوسيولوجيا؟
ما السوسيولوجيا؟
تتألَّف الجموع من عدة أفراد كلٌّ منهم له شخصية متميزة عن غيره، لكنهم بمجرد اجتماعهم تنفكُّ وتذوب تلك الفوارق لتنتظم في سلك شخصية مجمَّعة تتولَّد عنها أحوال نفسية جديدة، ترتكز على المشترك العام بين كل تلك الشخصيات المنتظمة بداخلها وقد تفترق عنها في كثير من الأوقات افتراقًا كبيرًا، فإذا كان علم النفس يهتم بالإنسان كفرد؛ فإن علم السوسيولوجيا (الاجتماع) يدرس الوقائع الاجتماعية الناتجة عن الاجتماع الجديد.
من هنا يأتي الدور الخطير السوسيولوجي (المختص بعلم الاجتماع) في العكوف على دراسة ماضي الجماعات والشعوب وواقعها المعاصر لاستخلاص قانونها النفسي الموحَّد والطبائع النفسية المميزة لها، وإذا ما استطاع أن ينفذ إلى السنن النفسية التي تحكمها، أمكنه عند ذلك التنبُّؤ بمصائر الشعوب ومن ثم محاولة توجيهها، فالسوسيولوجيا تهتم كثيرًا بدراسة العلاقات الاجتماعية القائمة للوصول إلى نسق عام يمكن من خلاله فَهم دوافع التصرفات الخاصة بالأفراد في مجتمعاتهم.
وفي دراسة هذا العلم برز اتجاهان أحدهما يمكن وصفه بالمنهج الكمي، والآخر يُوصف بالمنهج الكيفي، فأما الأول فهو يعتمد على عمليات القياس والنسب والكميات عند دراسة أي ظاهرة اجتماعية، لذا يلجأ دائمًا إلى تجميع أكبر قدر من المشاهدات الواقعية وتحليلها، بخلاف المنهج الثاني الذي يركِّز أكثر على النفاذ والاقتراب من المشهد الاجتماعي عبر وسائل من بينها التحقيق الميداني والسير الذاتية، لذلك قد تقتصر أبحاثه على شخصيات محدودة للوصول إلى أكبر قدر من المعطيات، وعن طريق هذين المنهجين تتألَّف جميع الأطروحات تقريبًا للمدارس الاجتماعية المختلفة إما وفقًا لأحدهما أو محاولة للجمع بينهما، لذا لا يمكن وصفهما بمنهجين متخاصمين وإنما متكاملان، فالاجتماع البشري أعقد من أن تتمكَّن أداة واحدة من سبر أغواره.
الفكرة من كتاب الدروس الأولى في علم الاجتماع
يطوف بنا هذا الكتاب في دراسة العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وكيف تتشكَّل الشخصية الجمعية المميزة لكل جماعة عن غيرها، كما يلمس أهم المواضيع الاجتماعية المعاصرة كالثقافة والتنشئة الاجتماعية، والسلطة السياسية وما يتعلَّق بصناعة الرأي العام وكيف يتشكَّل، إلى غير ذلك من القضايا المهمة.
مؤلف كتاب الدروس الأولى في علم الاجتماع
فيليب ريتور: أستاذ وباحث بعدة جامعات ومعاهد فرنسية، له العديد من الكتب والدراسات في علم الاجتماع، لا سيما الكتب التي تُعرَف بفرع السوسيولوجيا، وعُرِف الكاتب أكثر بانشغاله حول سوسيولوجيا التواصل السياسي.
له كتابان: الدروس الأولى في علم الاجتماع، وسوسيولوجيا التواصل السياسي.