الوعي
الوعي
أحد الأعراض المشهورة للإدمانات هو تغيير الأعراض، فيتحول مدمن الخمر إلى مدمن سجائر، ويتحول مدمن المخدرات إلى مدمن عمل، فيتغير السلوك السطحي إلى شيء أقل ضررًا بينما أنماط التفكير المعتادة والمحفزات ما زالت موجودة، ولكن بإمكاننا التفكير في مدمن المخدرات الذي توقَّف فجأة من غير مساعدة وبدأ في استعادة عمله وحياته، أو مدمن الخمر الذي بدأ في تقييم أولوياته وتغيير الخسائر التي لحقت به، فغالبًا ما تعد هذه التغييرات استثنائية.
وأحيانًا تصنَّف على أنها توقُّف تلقائي للمرض، ومع ذلك فهي أمثلة على الصفاء الطبيعي وزيادة مستواه، والترقي في مستوى الوعي، فالأمر أشبه بركوب مصعد شفاف، فكلما صعد بنا أصبح ما هو أسفل منا ضبابيًّا، إذ إن ارتقاء الوعي يعني زيادة دائمة في صفاء فهمك، ما يحمل لك سلامًا ورؤية واقعية، وهذا الوعي يدفعك للتفكير في الحياة والتأمل في أخطائك وعدم تكرارها ورؤية فقدان السيطرة الذي مررت به، وبينما يستمر وعيك في الارتقاء تصبح أكثر قدرة على رؤية الحقائق التي ولَّدتها أفكارك نتيجة التجارب التي مررت بها.
ويعد الارتقاء بالوعي كبنسلين للعقل، فكما يستطيع البنسلين مساعدة أجسادنا على الشفاء، فكذلك الارتقاء في الوعي يستطيع أن يبدل كيفية تعاملنا مع كميات كبيرة من التفكير الملوث أو أن يقضي عليها، وغالبًا يشعر الشخص الذي يرتقي وعيه بنمو (شامل) لعافيته، وفجأة تفقد المواضيع التي كان يعدها مشكلات حدتها، أو حتى تختفي، ففي مقابل الفهم والوعي هناك هوس الإنجاز والكمالية؛ وهوس الإنجاز هو أن تدع الأمور خارجك تؤثر فيك، وكلما طرأ عليك عمل أسرعت للقيام به، ولا تشبع طموحاتك لأن الأعمال لا تنتهي وتصبح مهووسًا بالإنجازات.
فبالفهم والوعي وإدراك أن التحكم يكون من داخلنا تسير الحياة بهدوء وإنجاز، ولا يعني هذا ترك الأعمال غير منتهية كما لا يعني عدم الطموح، بل يعني الإنجاز الواعي وإدراك الأولويات وعدم السماح للمشتتات بالسيطرة علينا كالشجرة التي كانت بذرة منذ زمنٍ بعيد، فهي لا تبذل فوق طاقتها لتكبر، هي تنمو وفقط، النمو هو طبيعتها، وحين يتحول العمل أو المال إلى هوس وإدمان نفقد السيطرة على الحياة ونفقد صفاءنا.
الفكرة من كتاب الكتاب الصغير للصفاء
إن الصفاء هو الحالة الطبيعية لذهنك، ولذا لو تركت الوحل يهبط إلى القاع سيصفو من تلقاء نفسه، ففي هذا الكتاب ينطلق بنا المؤلف ليخبرنا أن الصفاء يتعلق بما هو ضروري للمهمة الحالية.
فيأخذنا في رحلة ليخبرنا ما الصفاء، ولماذا هو أمر مهم، وكيف يعمل، وكيف يمكننا إيجاده والبدء في الاستفادة منه عبر ثلاثة أجزاء، فيتحدث عن القواعد الأساسية التي تحرِّكنا والدوافع العميقة وراءها وطرق التقدم لتحقيق الصفاء.
مؤلف كتاب الكتاب الصغير للصفاء
جيمي سمارت Jamie Smart: مؤلف ومتحدث بريطاني، نشأ في بيت يدمن أهله الخمر، وبدأ الشرب في الثانية عشرة من عمره، وفي أوائل الثلاثينيات قرَّر التوقف، ولكنه وجد نفسه يعاني مشكلةً في التفكير تؤدي إلى التوتر والاكتئاب، وأصبح فضوليًّا حول طريقة عمل العقل، فبدأ في استكشاف علم النفس الإيجابي.
ومن أهم مؤلفاته وكتبه:
الوضوح.
الكتاب الصغير للنتائج.
النتائج: فكر أقل أنجز المزيد.