التماسك (قانون السلحفاة)
![](https://a5dr-wp.fra1.cdn.digitaloceanspaces.com/bookidea/2020/10/صورة-Recovered-Recovered-Recovered-2.jpg)
التماسك (قانون السلحفاة)
إذا افترضنا في نسخة معدَّلة للقصة الشهيرة للأرنب والسلحفاة أن الأرنب كان متعجلًا مشتتًا عشوائيًّا وسرعان ما فقد اهتمامه بالطريق عندما جذبته أنواع الجزر على جانبي الطريق، أو لأنه لم يملك الوقت لتكوين صداقات حقيقية فهو على عجلة من أمره يقطع مسافات طويلة في اليوم الواحد فيصحو منهكًا شديد التعب، في حين السلحفاة كانت الطرف الأكثر اتزانًا وتماسكًا، لديها الوقت لتكوين الصداقات حتى في أثناء سيرها، فهي ليست على عجلة من أمرها ولا يضعفها تحذير الناس لها من الخسارة، فهي ذات هدف واضح وتدرك ما تقوم به وتخطط له جيدًا.
![](https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img/http://a5dr.com/bookidea/wp-content/uploads/2021/02/old-min-1.jpg)
فإذا كان أبناؤنا هم السباق فلا شك أن نموذج السلحفاة هو الأمثل، فعملية التربية تحتاج إلى خطوات هادئة متزنة مخطط لها جيدًا وغير متعجلة، يدرك الأبوان فيها أن ظهور النتيجة ليس فوريًّا، وقد يحتاج وقتًا وصبرًا فلا يلتفتان إلى الحلول السهلة غير الفعالة على المدى الطويل ولا المغريات على جانبي الطريق من مناصب وأموال تجعلهم ينسون هدفهم الحقيقي في تربية أبنائهم ويحيدون عنه، هذا الهدوء والاتزان ينتقل إلى الأطفال، فيكون البيت هو المكان الذي يشعرون فيه بالأمن والثقة والتماسك بعيدًا عن فوضى العالم الخارجي.
ومن أهم ما يعزِّز التماسك الأسري هي العادات الخاصة بالأسرة مثل طقوسهم المميزة للاحتفال، أو الرحلات إلى مكان معين كل عام، ولتعزيز ذلك كانت إحدى الأمهات تطلب من أطفالها رسم لوحات تعبِّر عن تلك العادات.
ومن المهم جدًّا أن يكون هناك موقف موحد في التربية من الأبوين والأجداد والمربين الذين يتعاملون مع الطفل، حتى إن كان الوالدان منفصلين، فالقواعد التي يتبعها المنزل ثابتة والعادات مشتركة وتسري على الجميع، ولا يشترط في الخطط التي تضعها الأسرة أن تكون محكمة تمامًا، فهناك بلا شك مساحة للخطأ ومساحة للحرية والاستمتاع والتجاوزات التي تضفي الدفء والمرح.
الفكرة من كتاب بناء شخصية الأطفال
إذا كان لديك طفل واعتنيت بدروسه والرياضات التي يلعبها ودروس الموسيقى التي يحضرها، وأدخلته أفضل مدرسة ثم أفضل جامعة، فهل تكون بذلك قد ربَّيته على نحو جيد؟
إن ما فعلته مع هذا الطفل لم يكن تربيةً، بل تنظيمٌ لحياته، وكثيرٌ من الآباء ينجحون في هذا التنظيم في حين يفشلون في التربية، والفارق أن التربية عملية قلبية وعقلية تضفي معاني الدفء والالتزام والثناء على التنظيم والمواعيد المهمة في حياة أطفالنا.
ويعرِّف المؤلفان التربية أنها: “الاستخدام الدافئ والحكيم للحب”، ويستعرضان من خلال كتابهما تسع قواعد من أجل بناء أطفال أسوياء في مناخ أسري صحي.
مؤلف كتاب بناء شخصية الأطفال
ليندا وريتشارد آير: محاضران دوليان، معيَّنان في البيت الأبيض كخبراء في مسائل الأسرة، ومؤسِّسان للمنظمة العالمية للآباء والأمهات، وهما زوجان، أب وأم لتسعة أبناء.
ألَّفا أكثر من 12 كتابًا في التربية منها:
علِّم أطفالك القيم.
توازن الحياة، أم الأطفال المرحة.
كيف تتحاور مع طفلك عن الجنس.
ثلاث خطوات للوصول إلى أسرة قوية.