التواصل (قانون الحيتان)
التواصل (قانون الحيتان)
تقوم الحيتان ذات السنام بالغناء بصوت مميز جدًّا، وتتنوَّع الأغنيات في طبقات الصوت والعواطف المحمَّلة فيها على نحو باهر، وتستطيع الحيتان الاتصال على بعد مئات الأميال عن طريق هذه الأغنيات؛ فيبقى أفراد السرب على معرفة بأماكن رفاقهم باستمرار، ويقال إن الأغنيات تكون أكثر شدة إذا كان أحد أفراد الأسرة جريحًا أو معرضًا لخطر، هذا التواصل يمكِّن الحيتان من القيام بجهد جماعي كبير من تآزر وتآلف اجتماعي، كما أن له دورًا عمليًّا في جمع الطعام، لذا تعد الحيتان ذات السنام نموذجًا للتواصل الرائع.
ونحن بدورنا بحاجة إلى هذه الصورة من التواصل المستمر الصريح الصادق عاطفيًّا، وإلى الدعم عند الشدائد والتشجيع عند التحديات، والتعاون من أجل تحقيق الأهداف والتناغم والتوافق، والإصغاء الذي هو مفتاح التواصل وبدونه لن تكون الأسرة بيئة صالحة للنمو والتعلم.
يحكي معالج عن أم وابنتها المراهقة حيث تشكو الأم من فجوة كبيرة بينهما، وهي مصرَّة أنها تعرف مصلحة ابنتها وتعرف ما تفكر فيه وأنه خطأ، وأن عليها اتباع توجيهاتها لأنها أكثر صوابًا، فحذَّرها المعالج من أنها على أعتاب ثورة من ابنتها إذا استمرت في رفض الإصغاء لها وتقمُّص دور القاضي المتسلط بدلًا من المستشار المستمع، فابنتها بحاجة إلى من تثق به ويصغي إليها ويشجعها، وبعد أن بدأت الأم تصغي إلى ابنتها وتسألها عن مشاعرها وتطلعاتها؛ فوجئت أن أفكار ابنتها كانت أكثر تقدمية منها لكنها فقط لم تكن تعطيها الفرصة للتعبير!
قرَّرت إحدى الأسر التخلص من أجهزة التلفاز في البيت وبعد فترة من العصيان والغضب من الأطفال تأقلموا على الأمر، وبدأت تتكون بينهم روابط أقوى بسبب قضائهم وقتًا أطول معًا ومشاركتهم الأنشطة بدلًا من مشاهدة التلفاز، ويمكن تخصيص ساعة محددة للمشاهدة بدلًا من التخلص الكلي من التلفاز، ويحكي أحد الآباء أنه قرر تخصيص يوم كل أسبوعين وتسميته “صباح الرفاق” للخروج والتنزُّه مع ابنه وقاما بتخصيص كتاب لتوثيق ذكرياتهما من ذلك اليوم.
الفكرة من كتاب بناء شخصية الأطفال
إذا كان لديك طفل واعتنيت بدروسه والرياضات التي يلعبها ودروس الموسيقى التي يحضرها، وأدخلته أفضل مدرسة ثم أفضل جامعة، فهل تكون بذلك قد ربَّيته على نحو جيد؟
إن ما فعلته مع هذا الطفل لم يكن تربيةً، بل تنظيمٌ لحياته، وكثيرٌ من الآباء ينجحون في هذا التنظيم في حين يفشلون في التربية، والفارق أن التربية عملية قلبية وعقلية تضفي معاني الدفء والالتزام والثناء على التنظيم والمواعيد المهمة في حياة أطفالنا.
ويعرِّف المؤلفان التربية أنها: “الاستخدام الدافئ والحكيم للحب”، ويستعرضان من خلال كتابهما تسع قواعد من أجل بناء أطفال أسوياء في مناخ أسري صحي.
مؤلف كتاب بناء شخصية الأطفال
ليندا وريتشارد آير: محاضران دوليان، معيَّنان في البيت الأبيض كخبراء في مسائل الأسرة، ومؤسِّسان للمنظمة العالمية للآباء والأمهات، وهما زوجان، أب وأم لتسعة أبناء.
ألَّفا أكثر من 12 كتابًا في التربية منها:
علِّم أطفالك القيم.
توازن الحياة، أم الأطفال المرحة.
كيف تتحاور مع طفلك عن الجنس.
ثلاث خطوات للوصول إلى أسرة قوية.