حقيقة الحب

الحب هو الخبرة التي تخلق نوعًا محدَّدًا من الحقيقة، وهي حقيقة الاختلاف، والحب الذي يستطيع الاستمرارية، ويقبل التحدي، هو الذي يخلق هذه الحقيقة، لهذا يلقى الحب الحقيقي اهتمام الجميع دائمًا، بغض النظر عن تواضعه، وعدم وضوحه، حيث يعطي دليلًا جديدًا على إمكانية مقابلة العالم واختباره بوعي جديد، ولهذا يحب الجميع الحب لأنهم ببساطة يحبُّون الحقائق.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

والصدفة التي يبدأ بها الحب، لا بدَّ لها أن تترسخ، وتنشأ الاستمرارية عن طريق خطوة إعلان الحب في الحب، وهذا شيء صعب جدًّا، فهو في البداية صدفة وغير متوقَّع، فكيف إذن سيلتحم الطرفان؟ ويظهر هذا تافهًا ظاهريًّا، لكنه في الحقيقة حدث جوهري في الحياة، ولا يحدث إعلان الحب مرة واحدة، بل قد يكثر ويتشعَّب ويصبح معقدًا، ويحاول الكاتب أن يبحث عن كلمة أقرب إلى الإعلان عن الحب من كلمة “أحبك”، حيث أصبحت مبتذلة ومنتشرة، ويرى أن كلمة “ولاء” تفي بالغرض، فهي تعني الجدية في بناء هذا الحب.

ويتساءل المؤلف عن سبب قول الناس: “سوف أحبك دائمًا”، ويوضِّح أن الأخلاقيين سخروا من هذا، فهناك أشخاص يحب أحدهم الآخر دائمًا بالفعل دون قول ذلك، وهناك أشخاص يفعلون عكس ذلك تمامًا، والكل يعرف مدى كارثية قرار إنهاء الحب من طرف واحد، مهما كانت الأسباب واضحة ومهمة وقوية لتبرير هذا القرار، ومن ثم لو كل كلمة “أحبك”، تحمل في داخلها “سوف أحبك دائمًا” يصبح هذا إعلانًا للخلود، وفي الأساس يعدُّ كل حب لا بداية له ولا نهاية، ولو حاول المرء التخلي عن الحب أو عدم الإيمان به، سيقابل أزمة وجودية، حيث تصبح الحياة رمادية ولا معنى لها، فالحب إذن قوة، تستمر داخل الزمن أو خارجه.

في واقع كواقعنا الحالي حيث يعرض فيه الحب بابتذال وكثرة وبأشكال وأنواع حد المرض والغثيان، وشبكات التواصل التي أضاعت الهيبة من التواصل البشري، واستسهلت فيها كلمات الحب على الألسن وجُرِّدت من قيمتها الملزمة التي كانت تساوي عقودًا مكتوبة، وصار القول كاللا قول، والوعد كاللا وعد، فكلاهما له الدرجة نفسها من الخواء واللا وجود.

آلان باديو، الفيلسوف الفرنسي الذي أزعجه المفهوم الاستهلاكي للحب الذي نشأ بسبب الإنترنت، وفي الحوار الصغير الذي أُجرِيَ معه في هذا الكتاب، أعاد تعريف الحب، وتحدَّث أيضًا عن تقاطع الحب مع الفلسفة والسياسة والفن، وعن مفهوم ابتكار الحب، حيث إن الفيلسوف يجب عليه أن ينغمس في التفكير في الحب وينطلق إلى إعادة ابتكاره كلما تحسَّس المخاطر التي تتهدَّده، بخاصة من نوع ما نعيشه اليوم من إقحام للحب في ممارسات تجارية.

آلان باديو Alain Badiou: فيلسوف فرنسي وكاتب مسرحي وأستاذ جامعي، وُلِد في الرباط بالمغرب، سنة 1937 ميلاديًّا، شغل كرسي الفلسفة في مدرسة الأساتذة العليا في باريس، كتب عن مفاهيم الوجود والحقيقة والذات.

من أهم مؤلفاته:

معنى ساركوزي.

الوجود والحدث.

الأخلاق: مقالة حول مفهوم الشر.