كيف يتم تمرير الإلحاد؟
كيف يتم تمرير الإلحاد؟
يظل السؤال مطروحًا: كيف يتم تمرير الإلحاد في ميديا الوسائل البصرية؟
بدايةً يمرَّر الإلحاد في وسائل الميديا عن طريق استغلال ثغرات النفس والعقل والخيال، ويخطئ من يظن أن تأثير الوسائل البصرية ينحصر داخل لوحة الرسم أو أبعاد شاشات التلفاز أو الكمبيوتر، إذ إنها تتخطَّى ذلك لتخاطب أعماق النفس البشرية ومناطق قوتها وضعفها وتخاطب آفاق الخيال غير المحدود، وهذه الثغرات التي يمرِّر من خلالها الإلحاد أفكاره، فقد يستغل الشهوات الجنسية وهو من أوسع الأبواب المؤدية إلى رفض الأديان نفسيًّا سواء على المدى القريب أو البعيد، إذ يتأثر بها كل مشاهد ويتعلَّّق بها قلوب ضعاف الإيمان والتقوى.
وكذلك قد يستغل شهوة البعض في التمرد على الأحوال الاعتيادية والأوامر وتصوير العناد والكبر في رفض العبودية في صورة العزة والشجاعة والكرامة، كما في الأفلام والألعاب التي تصوِّر البشر كالآلهة أو الدفاع عن إبليس كما في فيلم “محامي الشيطان The Devil’s Advocate”. فمع التركيز على هذه النوعية مع بعض التأثيرات النفسية والمغالطات المنطقية قد ينتهي الحال إلى قَبول فكرة التمرد على الإله نفسه.
وكذلك يتم التمرير عن طريق تصوير الحياة بمظهر العبثية والعدمية واللاغائية وهو باب موازٍ للإغراق في الشهوات، وفيه يتم الاستخفاف بإنسانية البشر ومشاعرهم وعواطفهم والتلاعب بمفاهيم الحياة والموت وخلط الوهم بالحقيقة وإزالة الفوارق بين الممكن العقلي والمستحيل العقلي والإغراق في الخيال العلمي، ومثال على ذلك الأفلام والألعاب التي تتبنى مفاهيم إحياء الموتى والسفر عبر الزمن والأكوان المتوازية وغيرها من الأمور لتهميش الإله والتقليل من قدراته.
الفكرة من كتاب الميديا والإلحاد
لما كان للميديا على اختلاف أنواعها عميق الأثر في النفوس وتوجيه الفكر إلى ما لها من قوة وسرعة في الانتشار بين الناس، كان لزامًا تتبُّع ورصد هذه الوسائل وتفنيد ما فيها.
يستعرض المؤلف في هذا الكتاب أهمية الميديا وأثرها في الوعي وبخاصةٍ الوسائل البصرية ودورها في نشر الإلحاد الشعبي الذي لا يستند إلى الفكر وإنما إلى العاطفة، مع عرض أمثلة من الأفلام والمسلسلات والألعاب وأشهر المغالطات المنطقية المستخدمة في هذه الوسائل.
مؤلف كتاب الميديا والإلحاد
أحمد محمد حسن: مهندس معماري، عمل مديرًا بمركز براهين للأبحاث والدراسات ما بين 2013 و2015، وهو مدير البحث العلمي بمركز دلائل المهتم بالتنمية الإيمانية وتعزيز المناعة الفكرية، وهو محاضر مختص في القضايا الفكرية المعاصرة من الإلحاد والقضايا اللادينية، وله عدد من الإسهامات في هذا المجال.
ومن أهم مؤلفاته: “الكل مبتلى.. ولكن” الذي يتناول الحالة الإلحادية من الناحية النفسية، وكتاب “أسس غائبة” وفيه يتناول مشكلة الشر والألم والمعاناة والردود عليها من الناحية الشرعية الإسلامية وتوضيح الردود الغربية أيضًا، مع مقارنتها بما جاء في الإسلام، وقام بجمع كتابات الدكتور جون لينكس في نقد الإلحاد والرد على منكري الأديان ورتَّبها وعلَّق عليها وضمها بين دفتي كتاب “أقوى براهين الدكتور جون لينكس”.