التركيز مع الوسائل البصرية
التركيز مع الوسائل البصرية
قد تتساءل الآن: لماذا كل هذا التركيز وتسليط الضوء على الوسائل البصرية؟ هل تحتاج إلى كل هذا الجهد من الفحص والنقد والتحليل والتمحيص؟ الإجابة عن سؤالك- الذي هو جيد بالمناسبة – هو في قول الرسول الكريم ﷺ: “ليس الخبر كالمعاينة”، إذ السماع أقوى من مجرد القراءة، والرؤية والمعاينة أقوى من مجرد السماع، وأطول منه بقاءً وتأثيرًا في الذاكرة.
هذا وجه، ومن الوجوه الأخرى: أثر الأفلام السينمائية الهائل في تغيير المفاهيم والآراء ورؤى الناس خصوصًا للأفعال أو الفئات المنبوذة، ومثال على ذلك تجسيد اليهودي الذي كان في البداية يرمز إليه بالشخص البخيل المكروه المنبوذ في أعمال مثل “تاجر البندقية The Merchant of Venice”، ستجد هذا الكره والبغض قد ذهب واستحال إلى تعاطف ودعم في أعمال مثل: “إنقاذ الجندي رايان Saving Private Ryan”، بل وحتى في صورة البطل والمنقذ والمخلِّص في أفلام مثل “يوم الاستقلال Independence Day”.
ولا يخفى عليك -أيها القارئ العزيز- أن العمل الفني في الأغلب والأعم عمل وحدوي الاتجاه، أي يعرض صورة واحدة وهي وجهة صاحب العمل، فيكون المشاهد في الأغلب في وضع التلقي عند المشاهدة منسجمًا ومتفاعلًا معها لما بها من عوامل المتعة والجذب، فمن السهل حينها التأثر بالأفكار والرؤى والفلسفة الممرَّرة بين ثناياها، وبخاصةٍ بين فئة الأطفال والمراهقين والشباب حديثي السن لأنهم أكثر تقبلًا وتأثرًا وتقليدًا لما يشاهدون ما لم يحذِّرهم أحد.
الفكرة من كتاب الميديا والإلحاد
لما كان للميديا على اختلاف أنواعها عميق الأثر في النفوس وتوجيه الفكر إلى ما لها من قوة وسرعة في الانتشار بين الناس، كان لزامًا تتبُّع ورصد هذه الوسائل وتفنيد ما فيها.
يستعرض المؤلف في هذا الكتاب أهمية الميديا وأثرها في الوعي وبخاصةٍ الوسائل البصرية ودورها في نشر الإلحاد الشعبي الذي لا يستند إلى الفكر وإنما إلى العاطفة، مع عرض أمثلة من الأفلام والمسلسلات والألعاب وأشهر المغالطات المنطقية المستخدمة في هذه الوسائل.
مؤلف كتاب الميديا والإلحاد
أحمد محمد حسن: مهندس معماري، عمل مديرًا بمركز براهين للأبحاث والدراسات ما بين 2013 و2015، وهو مدير البحث العلمي بمركز دلائل المهتم بالتنمية الإيمانية وتعزيز المناعة الفكرية، وهو محاضر مختص في القضايا الفكرية المعاصرة من الإلحاد والقضايا اللادينية، وله عدد من الإسهامات في هذا المجال.
ومن أهم مؤلفاته: “الكل مبتلى.. ولكن” الذي يتناول الحالة الإلحادية من الناحية النفسية، وكتاب “أسس غائبة” وفيه يتناول مشكلة الشر والألم والمعاناة والردود عليها من الناحية الشرعية الإسلامية وتوضيح الردود الغربية أيضًا، مع مقارنتها بما جاء في الإسلام، وقام بجمع كتابات الدكتور جون لينكس في نقد الإلحاد والرد على منكري الأديان ورتَّبها وعلَّق عليها وضمها بين دفتي كتاب “أقوى براهين الدكتور جون لينكس”.