مُؤثرات.. حاول أن تتجنَّبها!
مُؤثرات.. حاول أن تتجنَّبها!
هناك عوامل مختلفة تتحكَّم في نسبة السِّمنة ووجودها من عدمه بين شخصٍ وآخر، وتتحكَّم في القابلية للزيادة في الوزن، بعضها يستطيع أن يتجنَّبها الإنسان والبعض الآخر ليس بمقدوره، فوُجِد أنه مع تقدم العمر تزداد قابلية الناس للسمنة وزيادة الوزن، وتصل إلى قمتها في عمر الخمسين بسبب نقص معدلات الحرق والتمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة.
ومن الممكن أن تتحكَّم العوامل النفسية والسيكولوجية في السمنة، فعندما تحدث مشكلات نفسية وأزمات قد يُفرط البعض في تناول الأطعمة، إذ إن أمراضًا كالقلق والتوتر والاكتئاب والاضطرابات النفسية تؤدي إلى زيادة الوزن مع الوقت، أما الأمراض العضوية فبالتأكيد تُسبِّب السمنة أمراضًا عديدة في الأجهزة المختلفة مثل القلب والكبد وغير ذلك، لكن الغريب أن السمنة إذا سبَّبت مثلًا مرض (الكبد الدهني) وحدث فشل في وظيفة الكبد ووظيفة المرارة المعنية بهضم الدهون سيؤدي ذلك إلى تراكم الدهون وامتصاصها على هيئتها وزيادة السمنة؛ فتصبح العلاقة بينهما مثل حلقة مُفرغة، إذ إن السمنة تسبِّب المرض العضوي والمرض العضوي يزيد السمنة سوءًا.
لقد أصبحت العوامل الوراثية تشكِّل اليوم عنصرًا أساسيًّا فى الأبحاث والدراسات، وفي مقدار تدخُّلها وتحديدها إصابة الأبناء بالسمنة، فقد وجد أن تقريبًا 70٪ من حالات السمنة الاعتيادية يكون أحد الوالدين مُصابًا بها. أيضًا نقص الحركة والنشاط من أهم ما يُمهِّد للسِِّمنة، وبالأخص فى هذا العصر الذي ظهرت به السيارات ووسائل الحركة المختلفة المُريحة التي تكاد أن تَحرم الإنسان من أي رياضة أو تعب قد يبذله في حياته، وأصبحت الرفاهية عنوان الإنسان الحديث هي نفسها السبب في أمراضه وتعاسته، ويبدأ المجتمع في خسارة الكفاءات شيئًا فشيئًا لانخفاض المستويات الصحية، وكل النظريات الطبية بلا استثناء في السمنة وغيرها من الأمراض تُفيد بأنه لا غِنى عن برامج مُنظَّمة من الرياضات الحركية يتم الحفاظ عليها أسبوعيًّا طوال حياته حتى يحافظ على صحة جيدة.
وما يُشاع عن المياه أنه إذا تم تقليلها لأقل حد يوميًّا يسهم ذلك في نقصان الوزن!! فهذا كلام خاطئ وضار بالصحة لأن الماء مادة حيوية لازمة للعمليات الحيوية مثل الهضم والامتصاص وإخراج المواد السامة من الجسم، وإذا نقصت يتم تعريض الخلايا والأنسجة للتلف ويحتاج الإنسان إلى عدة لترات من الماء يوميًّا.
الفكرة من كتاب السمنة والنحافة
إن السمنة بلا شك هي داء العصر، وأصبحت تمثِّل ضغطًا وتحديًا دائمًا في عقول المسؤولين عن الصحة في العالم، فتارةً يهتمُّون بنشر الوعي عن السِّمنة ومخاطرها، وتارةً يستحدثون أدوية جديدة وجراحات فريدة للتخلُّص من السمنة بصورة حاسمة.
وفي هذا الكتاب يقدِّم الكاتب السمنة بصورة كافية وافية، حيث يعرض بدايةً تعريف السمنة وأسبابها والمخاطر التي تؤدي إليها ثم يبيِّن الطرق المختلفة لعلاجها، وأخيرًا يقدِّم نبذة مختصرة عن النحافة وأنواعها.
مؤلف كتاب السمنة والنحافة
جاسم محمد جندل: كاتب وطبيب عراقي، ولد عام ١٩٥١ في نينوى، حصل على البكالوريوس عام ١٩٧٠ وماچستير الكيمياء الحيوية ١٩٨٥ في جامعة كوروكشترا بالهند، وحصل على الدكتوراه من الجامعة نفسها، وأصبح عضوًا في الهيئة الاستشارية لتحرير مجلة الحيوانات الصغيرة الأمريكية، وتم انتخابه واحدًا من مجموع ثلاثين أستاذًا متميزًا حول العالم لإنجازاته المثمرة.
له مؤلفات عديدة، من أشهرها:
الطب الشعبي.
موسوعة المرأة.
أمراض العصر.
موسوعة الطفل.