دور المدرسة في تنمية الإبداع
دور المدرسة في تنمية الإبداع
لا شك أن هناك تعاونًا بين معلِّم المبدعين والأسرة، فهو يساعد الآباء على توفير ما يحتاج إليه الطفل من خبرات، ويرفع مستوى العلاقات بين الطفل وأفراد الأسرة، ويغيِّر من اتجاهات الآباء الخاطئة التي تقف عقبة في طريق إبداع الأطفال، ويساعدهم على إشباع حاجاتهم والاستفادة من إبداعاتهم وتشجيعها، وإخبار الأسرة بدرجة إبداع الطفل، وما تحتاج إليه هذه الدرجة من الاهتمام لإنمائها، كما توجد علاقة بين بيئة المدرسة ونمو الإبداع وهي علاقة قوية.
فالمدرسة تقدِّم للأطفال مقرَّرات دراسية في تخصُّصات متنوعة في اللغة العربية والعلوم والفنون وغيرها، فإذا قدَّمت المدرسة هذه المقرَّرات بصورة تقليدية تركِّز على المعرفة في حد ذاتها ويصبح المعلم دوره الإلقاء فقط والطفل عليه أن يستمع ويحفظ وتأتي الامتحانات في آخر العام لتقيس هذا الحفظ، فإن ذلك يقتل الإبداع.
ولكي تكون البيئة المدرسية مناسبة لنمو الإبداع لدى الأطفال يجب عليها عدة أمور منها ما يتعلَّق بتخطيط الدراسة، وذلك عبر تقديم مقرَّرات دراسية تنمِّي الخيال والاكتشاف وتطلب وضع الافتراضات، فتصبح الكتب وسيلة لتنشيط الذهن، وكذلك عدم تقديم المعلومات جاهزة بين صفحات الكتب فتصبح مكدَّسة بالمعلومات المختلفة، فيتعوَّد الأطفال الحفظ دون المناقشة والنقد؛ فتتعطَّل عقولهم عن التفكير،كذلك تغيير صورة الامتحانات من أسئلة تقيس التذكُّر مثل (ما هي؟ واذكر) إلى أسئلة تحتاج من الطفل إلى إجابة مفتوحة.
ومنها ما يتعلَّق بالأنشطة المختلفة، كأن تعتني بالأنشطة المدرسية الحرَّة، وتحترم الوقت المخصَّص لها، وتترك الفرصة للمعلمين والأطفال أن يجرِّبوا كل جديد، وأن تفسح المجال للرحلات، وأن ترصد لها الميزانيات الخاصة، وأن تعقد اجتماعات لأولياء الأمور بغرض توعيتهم بأهمية الإبداع للأطفال وللمجتمع.
أما فيما يتعلَّق بالأبنية وإمكانات المدرسة فيجب أن تقلِّل المدرسة من كثافة الفصول، ويجب تغيير نظام الجدول المدرسي اليومي ليسمح بممارسة الأنشطة الإبداعية، وأن توفر المعامل المجهزة في التخصُّصات المختلفة كالعلوم والاقتصاد المنزلي والورش في مجال الفنون، وأن تهتم بالمكتبة وتدعمها بالكتب في المجالات المختلفة.
الفكرة من كتاب تنمية الإبداع لدى الأبناء
لأن أطفال اليوم هم رجال الغد، وهم السواعد التي تبني الوطن وتصنع التقدم، لذا فإن رعايتهم والاهتمام بهم ضرورة لحياتنا العامة والخاصة، ولا تقتصر هذه الرعاية على الجوانب الصحية والخلقية والاجتماعية فقط، بل تمتد إلى النواحي العقلية والمعرفية، ومنها جانب الإبداع، وهو طاقة نشطة في الأبناء إذا تم توجيهها بالطرق الصحيحة لعاد بالنفع على أنفسهم وأسرهم والمجتمع بأكمله.
يسلِّط هذا الكتاب الضوء على ضرورة الإبداع في حياة الأبناء وكيف نعمل على تنميته بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية.
مؤلف كتاب تنمية الإبداع لدى الأبناء
محمد السيد عبد الرازق: كاتب مصري حصل على الدكتوراه في فلسفة التربية، وتتركَّز اهتماماته البحثية في مجالات: تصميم البرامج التربوية وإعداد المعلم وتدريبه والتربية العقلية للطفل.