الإبداع عند الأبناء قبل مرحلة المراهقة
الإبداع عند الأبناء قبل مرحلة المراهقة
في مرحلة ما قبل المراهقة يهتم الابن بالكتب المدرسية والقصص والقراءات المختلفة، وتزداد قدرته على التذكُّر والانتباه، كما يزداد الخيال وحب الاستطلاع والاكتشاف، وتنتقل المفاهيم لديه من البساطة إلى التعقيد، كما تتميَّز هذه المرحلة بالقدرة على تعرُّف الجمل الطويلة وربط المعنى بالشكل والقراءة، ويأتي بعد ذلك الاستمتاع الفني والتذوُّق الأدبي للموضوعات التي يقرؤها.
ومن سنِّ التاسعة حتى نهاية هذه المرحلة يزداد تعلُّم القيم الاجتماعية والخلقية، وتزداد القدرة العقلية والتفكير المجرد والقدرات الخاصة الإبداعية، ولهذا تعد هذه الفترة مهمة في اكتشاف الموهوبين والمبدعين،كما يميل الابن فيها إلى دراسة مناهج أكثر تقدُّما وتعقيدًا، ويمتلك قدرة تعبيرية تعتمد على مجموعة مفردات لغوية، ويستطيع النقد وإبداء وجهة نظره في بعض القضايا.
ويتمثَّل دور الأسرة في هذه المرحلة في الاهتمام بمناخ الحرية والاحترام والانسجام العائلي وتوفير جو من الحب والدفء والحنان، لأن ذلك يؤدِّي إلى اطمئنان الأبناء وزيادة دافعيتهم إلى الإبداع، إذ إن الإبداع يزيد في جو من الأمان النفسي، وكذلك العمل على التقليل من أساليب المحاسبة، فالأبناء كثيرو الأخطاء، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك مدعاة للمحاسبة على كل خطأ حتى ولو كان صغيرًا.
وعلى الوالدين تشجيع الأطفال للاستفادة من الأخطاء ومنحهم حرية التعبير والتشجيع على ممارستها، والعمل على تنشئة الاستقلال الذاتي لديهم، فهذا من أساليب تربية المبدعين، ويتحقَّق ذلك حينما نترك الفرصة للطفل أن يختار لعبته أو ملابسه بنفسه مع شيء من التوجيه البسيط الذي لا يؤثِّر في الاستقلال الذاتي، كما يتحقَّق ذلك حينما يسأل الوالدان طفلهما عن رأيه في موضوع ما، ويمنحانه الإحساس بأن رأيه ذو قيمة وأهمية، وكذلك تشجيعه على الملاحظة الهادفة لكل ما يحيط به في البيئة ودفعه إلى التفكُّر وجمع بيانات ومعلومات وأشياء من البيئة، وتعويده أنشطة متنوِّعة تحرِّك نموَّه العقلي بما يتوافق مع النمو في العلاقات الاجتماعية التي فرضها المجتمع المدرسي، ومن الضروري كذلك تشجيع الأطفال على التثقيف عن طريق القراءة الحرة واختيار برامج الإذاعة والتلفزيون الهادفة.
الفكرة من كتاب تنمية الإبداع لدى الأبناء
لأن أطفال اليوم هم رجال الغد، وهم السواعد التي تبني الوطن وتصنع التقدم، لذا فإن رعايتهم والاهتمام بهم ضرورة لحياتنا العامة والخاصة، ولا تقتصر هذه الرعاية على الجوانب الصحية والخلقية والاجتماعية فقط، بل تمتد إلى النواحي العقلية والمعرفية، ومنها جانب الإبداع، وهو طاقة نشطة في الأبناء إذا تم توجيهها بالطرق الصحيحة لعاد بالنفع على أنفسهم وأسرهم والمجتمع بأكمله.
يسلِّط هذا الكتاب الضوء على ضرورة الإبداع في حياة الأبناء وكيف نعمل على تنميته بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية.
مؤلف كتاب تنمية الإبداع لدى الأبناء
محمد السيد عبد الرازق: كاتب مصري حصل على الدكتوراه في فلسفة التربية، وتتركَّز اهتماماته البحثية في مجالات: تصميم البرامج التربوية وإعداد المعلم وتدريبه والتربية العقلية للطفل.