اللعب ودوره في إبداع الأبناء
اللعب ودوره في إبداع الأبناء
للعب جانب تربوي وعلاجي؛ فهو إحدى الوسائل التي ينمو من خلالها إبداع الأطفال، وإحدى الوسائل التي يعرف بها نموهم الإبداعي، وذلك أن اللعب هو المورد المهم لمعارف الطفل، فمن خلاله يكتشف نفسه والعالم من حوله، ويطوِّر خياله وتفكيره وقدرته على الحديث، كما يؤدي اللعب إلى النمو الجسمي والذي يعد أساسًا للنمو العقلي.
ومما ينصح به الآباء والأمهات بأمر اللعب: ترك الطفل يلعب ويعمل في سهولة ودون قید، سواء كانت هذه الأعمال إدخال أحد الأشكال في الآخر أو نقل غطاء من صندوق إلى آخر أو إعادة تنظيم حاجاته الخاصة، أو المساهمة في ترتيب بعض الأدوات المنزلية، وكذلك الاهتمام برسومات الطفل وما يقوم به من أعمال بسيطة، وبذلك نساعده على الوصول إلى تحسين إنتاجه والاستمرار فيه، وإذا طلب منا مشاهدته حينما يمارس بعض الألعاب كالتسلُّق وغيره فيجب أن نشجِّعه ونبدي إعجابنا به.
كذلك لا بدَّ من ترك الفرصة له لممارسة ما يريد من ألعاب وفق هواه ورغبته، بعيدًا عن القيود التي قد تفرضها بعض الأسر على الأطفال، وإذا استغرق الطفل الكثير من الوقت في اللعب فلا ضرر أن نسمح بالانهماك فيه؛ فهو يعد ألعابه وما ينتجه أمرًا مهمًّا للغاية، كما أن الاستغراق في عمل الأشياء ينمِّي التفكير ويحسِّن من نوعية الإنتاج، وكذلك ينمِّي الميل وحب العمل، ولذلك يجب أن ننوِّع في الألعاب التي نحضرها للطفل لأنه في كثير من الأحيان يضيف إليها ويكوِّن منها شكلًا جديدًا.
ومن الضروري تشجيع هذا الإنتاج حتى لو كان تافهًا بالنسبة إلينا، فهذه الأعمال قد يعدها الكبار غير مفيدة، ولكنها تمثِّل قيمة جيدة للطفل ونوعًا من أنواع التفكير والإبداع، كما يجب تقبُّل أفكاره حتى لو كانت ساذجة، وإذا كانت مغرقة في الخيال فيقوم الوالدان بتوجيهه إلى الطريق الذي يجعل الفكرة أكثر واقعية.
الفكرة من كتاب تنمية الإبداع لدى الأبناء
لأن أطفال اليوم هم رجال الغد، وهم السواعد التي تبني الوطن وتصنع التقدم، لذا فإن رعايتهم والاهتمام بهم ضرورة لحياتنا العامة والخاصة، ولا تقتصر هذه الرعاية على الجوانب الصحية والخلقية والاجتماعية فقط، بل تمتد إلى النواحي العقلية والمعرفية، ومنها جانب الإبداع، وهو طاقة نشطة في الأبناء إذا تم توجيهها بالطرق الصحيحة لعاد بالنفع على أنفسهم وأسرهم والمجتمع بأكمله.
يسلِّط هذا الكتاب الضوء على ضرورة الإبداع في حياة الأبناء وكيف نعمل على تنميته بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية.
مؤلف كتاب تنمية الإبداع لدى الأبناء
محمد السيد عبد الرازق: كاتب مصري حصل على الدكتوراه في فلسفة التربية، وتتركَّز اهتماماته البحثية في مجالات: تصميم البرامج التربوية وإعداد المعلم وتدريبه والتربية العقلية للطفل.