ماهية الإبداع وقيمته
ماهية الإبداع وقيمته
الإبداع هو القدرة على التفكير للتوصُّل إلى إنتاج جديد ومتنوِّع يمكن القيام به، سواء كان في مجال العلوم والفنون والآداب أو مجال الأشغال والحرف اليدوية، أو في شتَّى مجالات الحياة المختلفة، فالنجار الذي يصنع الأثاث بصورة جديدة وغير تقليدية يعد مبدعًا، والكاتب الذي يعبِّر عن الأفكار بأسلوب جميل هو شخص مبدع، والعالم الذي صنع شيئًا جديدًا ونافعًا يعدُّ مبدعًا، كل هؤلاء مبدعون بدرجة مختلفة، والإبداع قدرة أودعها الله في الإنسان وترك له مهمة تنميته وصقله، ويسميه بعض الناس اختراعًا أو ابتكارًا، وكلها معانٍ متقاربة لكن كلمة الإبداع أعم.
وبلا شك أن للإبداع قيمةً كبيرة، وتتمثَّل قيمته بأنه هو المسؤول عن الحضارات الراقية التي توصَّلت إليها البشرية حتى الآن والمستقبل كذلك، فلولا الإبداع لظلَّت حياتنا بدائية وتقليدية، كما أن الإبداع تصاحبه سعادة حيث إنه ينمي ذوق الإنسان ومشاعره، ذلك أن الفرد المبدع يقدِّم للناس إنتاجًا علميًّا أو فنيًّا أو معرفيًّا أو حرفيًّا على مستوى عالٍ يسمو بأذواقنا ويثري حياتنا، وكيف لا يكون للإبداع قيمة، والله (عز وجل) قد أمر عباده بالتفكُّر والتدبُّر والعلم، وهذه الأشياء هي الطريق الحقيقي إلى الإبداع، والإسلام كرَّم العقل ويدعو إلى العلم ويأمر الإنسان ألا يعطِّل عقله وينمِّيه بالعلم والمعرفة، ويستخدمه في التفكُّر والتأمُّل والإبداع والعلم، وكلها فريضة.
هذا وإن الإبداع شيءٌ فطريٌّ ومكتسب في آن واحد، ذلك أن كل فرد يولد ولديه الاستعداد للإبداع، ويحتاج إلى تنميته بالعمل والنشاط مع سلك الطرق التي تساعد على الإبداع والنبوغ؛ فكم من المبدعين والمخترعين بذلوا جهدًا حتى أصبحوا هكذا!
الفكرة من كتاب تنمية الإبداع لدى الأبناء
لأن أطفال اليوم هم رجال الغد، وهم السواعد التي تبني الوطن وتصنع التقدم، لذا فإن رعايتهم والاهتمام بهم ضرورة لحياتنا العامة والخاصة، ولا تقتصر هذه الرعاية على الجوانب الصحية والخلقية والاجتماعية فقط، بل تمتد إلى النواحي العقلية والمعرفية، ومنها جانب الإبداع، وهو طاقة نشطة في الأبناء إذا تم توجيهها بالطرق الصحيحة لعاد بالنفع على أنفسهم وأسرهم والمجتمع بأكمله.
يسلِّط هذا الكتاب الضوء على ضرورة الإبداع في حياة الأبناء وكيف نعمل على تنميته بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية.
مؤلف كتاب تنمية الإبداع لدى الأبناء
محمد السيد عبد الرازق: كاتب مصري حصل على الدكتوراه في فلسفة التربية، وتتركَّز اهتماماته البحثية في مجالات: تصميم البرامج التربوية وإعداد المعلم وتدريبه والتربية العقلية للطفل.