تحت عباءة الفن
تحت عباءة الفن
إن لفظة “فن” ترتبط بالسمو والرقي والجمال، وهو له عامل كبير في تربية النفوس ورفع الذوق العام بل يتخطى تأثيره فيكون مميزًا للمجتمع وعاملًا من عوامل قوته أو ضعفه، فالفن هو تجلي أسماء الله الحسنى “الخالق والبديع والحكيم والعليم” على عباده، لكن الإنسان لم يوظف هذه المهارة دائمًا في الخير وإنما ينحرف بها أحيانًا إلى الهوى والفساد وإلى مجرد جلب الشهرة، وينتهي أحيانًا بالنفع وأحيانًا بالضرر.
ويقول الكاتب: إن الفن الذي يربي العواطف رأيناه في الأفلام
يلعب بالعواطف ويلهو بالعقول، والشعر الذي يسمو بالوجدان رأيناه في الأغاني يهبط بالوجدان ويسفل بالمشاعر، والموسيقى التي ترتفع بنا إلى آفاق الجمال والتأمل رأيناها تهبط بنا إلى الترقيص وحركات النسانيس، لقد تحول الفن إلى وسيلة جهنمية في تشكيل الأجيال وفي تربيتها أو إتلافها وغسل مخها، وأصبح الفنان قادرًا أن يقتل ويميت أمة كما أنه قادر أن يحييها ويبعثها، فكلمة فنان لا تعني العصمة والحصانة من المساءلة بل تعني المسئولية.
ودائمًا وأبدًا مقياس الفن وكل شيء في الدنيا كما قال عز وجل: “فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.
ولما انحدر الفن وأصبح يقدم الابتذال والإسفاف على أنه فن وأصبح يستتر في عباءة الفن، تصور الرجل الشرقي أنه وهو قابع في بيته وبدون جهد يذكر أنه يستطيع أن يبلغ ما بلغه قرينه الغربي من تقدم وتفوق وعبقرية بمجرد الفهلوة ودون أن يكدح كدحه في الدرس والتحصيل وهيهات أن تكون الفهلوة سبيلًا للفلاح والتقدم ولا نوع من أنواع الفن.
الفكرة من كتاب تأملات في دنيا الله
يرسم الدكتور مصطفى محمود لنا في هذا الكتاب خريطة في مواضيع عدة في دنيا الله الواسعة، التي تتنوع بين سر الحياة وعلاقة الإسلام بالديمقراطية والاستعمار اللغوي وتأثير الإعلام في تدهور اللغة والفهلوة وماهية الحب وغيرها من الموضوعات الشائقة.
مؤلف كتاب تأملات في دنيا الله
مصطفى محمود: طبيب وكاتب ومفكر إسلامي، وُلِدَ في الـ27 من ديسمبر عام 1921 بمحافظة المنوفية بمصر، وتوفي في الـ31 من أكتوبر عام 2009.
ألَّف عددًا كبيرًا من الكتب التي تتنوع بين العلمية والاجتماعية والسياسية والدينية التأملية، منها:
عالم الأسرار.
الإسلام السياسي.
الذين ضحكوا حتى البكاء.
الإسلام ما هو.
أيها السادة اخلعوا الأقنعة.