الإنسان ليس ملاكًا
الإنسان ليس ملاكًا
إن الله عز وجل جعل في الإنسان الشهوات لحكمة يعلمها ولضمان بقائه ودفعه لخوض الحياة بمصاعبها واختباراتها، ولا يصدق أن يضحي العباقرة بشيء ولا أن العظماء والمصلحين يفتدون بدمهم أحدًا.. إن هذه هي لذتهم، فلذتهم المجد والتفوق. ولو أنهم أعطوا الحرية وخزائن الذهب وكممت أفواههم لكان هذا هو عذابهم الأكبر؛ فالحياة صمام يدفع إلى اتجاه واحد، النمو والارتفاع والعلو والتفوق، والعاطفة التي تحرس هذه الدوافع هي الغرور والطموح وعشق المجد وهو ما نسميه أحيانًا بالكرامة والعزة والكبرياء والشرف، فكلنا أطباق طائرة، تتفاوت مجالاتنا بحسب ما فينا من وقود وغرور.
ولا يوجد إنسان عادي، فكل إنسان به شيء يميزه عن البقية (بذرة عبقرية)، ولكن ليس الجميع يبحث ويختبر قدراته، فهناك أناس يختارون الكسل والتراخي واليأس ويسيرون مع القطيع بلا دور يذكر منهم، فيقول الواحد منهم على نفسه إنه إنسان عادي وإنه بذلك ليس إنسانًا أصلًا وفقد شيئًا من إنسانيته وبريقها؛ فرحلة الإنسان لاكتشاف نفسه ومواهبه وقدراته قد تكون صعبة وليس لها منهج ثابت بل هي عشوائية، ولا تكون إلا بالاحتكاك والاصطدام بالعالم والتجريب واكتساب الخبرات.
ولنكتشف نفوسنا لا بدَّ من الخروج منها والارتماء في الواقع والاحتكاك بالناس والمجازفة والمغامرة والتعامل بالحب والكراهية ومعاناة الهم والعذاب، والمهم أن تصدق في الطلب وفي الرحلة وتكون نيتك أن تكتشف ذاتك وما يميزك لتنفع به الأمة لا تضرها.
الفكرة من كتاب تأملات في دنيا الله
يرسم الدكتور مصطفى محمود لنا في هذا الكتاب خريطة في مواضيع عدة في دنيا الله الواسعة، التي تتنوع بين سر الحياة وعلاقة الإسلام بالديمقراطية والاستعمار اللغوي وتأثير الإعلام في تدهور اللغة والفهلوة وماهية الحب وغيرها من الموضوعات الشائقة.
مؤلف كتاب تأملات في دنيا الله
مصطفى محمود: طبيب وكاتب ومفكر إسلامي، وُلِدَ في الـ27 من ديسمبر عام 1921 بمحافظة المنوفية بمصر، وتوفي في الـ31 من أكتوبر عام 2009.
ألَّف عددًا كبيرًا من الكتب التي تتنوع بين العلمية والاجتماعية والسياسية والدينية التأملية، منها:
عالم الأسرار.
الإسلام السياسي.
الذين ضحكوا حتى البكاء.
الإسلام ما هو.
أيها السادة اخلعوا الأقنعة.