في بحر الحب
في بحر الحب
إن البيئة تؤثر في كل شيء في تربية الأجيال وفي أخلاق من فيها، ولكن هل تؤثر البيئة والمناخ العام في الحب أيضًا؟
إن الوفاء والأصالة وثبات العاطفة تكون قاعدة في الريف، وبالانتقال للمدن يتبدل الحال، ويبدو أن للمناخ العام أثرًا في تشجيع صفات معينة في النفس وإجهاض صفات أخرى. ففي الريف المناخ العام هو مناخ وفاء، يلقي الفلاح البذرة في الأرض فلا يخونه المطر ولا يخونه النيل ولا تخونه الشمس، وإنما يجد الوفاء بالوعد هو القاعدة والناس يتجاورون ويتقاسمون الخير والشر حتى الموت، فلا عجب إن أثمر هذا المناخ وفاء عند الناس الذين يعيشون فيه، أما في المدينة فتتغير الأحوال والأخلاق ويتسابق الكل إلى الدفع في سبيل اصطياد لذة جديدة، ويتحول الحب إلى بحث عن لذة والشهوة تتجدد ولا تحب الملل، لذلك نسمع عن كثرة حالات فك الارتباط.
وقد يتساءل البعض لماذا يرتبط الحب بالألم ولماذا ينتهي بالدموع وخيبة الآمال؟
تكمن الإجابة عن ذلك في أن الحب والرغبة قرينان، ولا يبقى الحب حبًّا شفافًا راقيًا كله مشاعر نقية طيبة، بل ما يلبث أن يرتبط بالشهوة والرغبة بحكم بشريتنا وفطرتنا ويتحول إلى ثلاثية (الحب والجنس والقسوة).
لذلك لم يذكر في القرآن أن الأساس في الزواج هو الحب بل المودة والرحمة، أي قيام الرحمة وليس الحب والمودة وليست الشهوة، والرحمة تحوي الحب لكنها أشمل منه وأوفى وأطهر وأنقى، فالرحمة هي النور، ويوضح المؤلف أن الحب المطلق هو لله وحده وأن الجمال هو نعمة من الله على عباده وخاصة النساء فيجب ألا تحب امرأة لجمالها لدرجة أن تنشغل بها عن الله وتعلق قلبك بها ولا تعلقه بالله فهذا انشغال بالنعمة عن المنعم.
الفكرة من كتاب تأملات في دنيا الله
يرسم الدكتور مصطفى محمود لنا في هذا الكتاب خريطة في مواضيع عدة في دنيا الله الواسعة، التي تتنوع بين سر الحياة وعلاقة الإسلام بالديمقراطية والاستعمار اللغوي وتأثير الإعلام في تدهور اللغة والفهلوة وماهية الحب وغيرها من الموضوعات الشائقة.
مؤلف كتاب تأملات في دنيا الله
مصطفى محمود: طبيب وكاتب ومفكر إسلامي، وُلِدَ في الـ27 من ديسمبر عام 1921 بمحافظة المنوفية بمصر، وتوفي في الـ31 من أكتوبر عام 2009.
ألَّف عددًا كبيرًا من الكتب التي تتنوع بين العلمية والاجتماعية والسياسية والدينية التأملية، منها:
عالم الأسرار.
الإسلام السياسي.
الذين ضحكوا حتى البكاء.
الإسلام ما هو.
أيها السادة اخلعوا الأقنعة.