صلاحية الإسلام لكل عصر
صلاحية الإسلام لكل عصر
إن التهم التي توجه للإسلام دائمًا بأنه لا يواكب العصر وأنه دين انتهت صلاحيته مع التقدم العلمي والانفتاح، فهذا افتراء مردود عليه، فالديمقراطية هي من صميم الإسلام وليست الديكتاتورية، والعلة التي يكررها الكثير أن الإسلام ليس فيه نظرية للحكم، وهذه ليست علة بل إنها فضيلة الإسلام ولو نص الإسلام على نظرية للحكم لسجنتنا هذه النظرية كما سجنت الشيوعيين ماركسيتهم والتاريخ لا يمكن حشره في نظرية.
ولا بدَّ أن يكون هناك إطار عام وتوصيات ومبادئ عامة للحكم الأمثل مثل: العدل والشورى وحرية التجارة والإنتاج واحترام الملكية الفردية وقوانين السوق وكرامة المواطن، وأن يأتي الحكام بالانتخاب ويخضعوا للدستور، أما تفاصيل الدستور فهذا هو ما سوف يخضع لمتغيرات التاريخ، وهو ما يجب أن يترك لوقته وله حسابات خاصة ومتغيرة.
وإذا نظرنا إلى الاستعمار اللغوي نجد أن اللغة العربية كادت توشك أن تذهب ونفقدها لولا وجود الإسلام ومركزية المسجد، حيث إن الإسلام الذي حفظ هوية المنطقة وهو الذي ما زال يضبط النطق العربي، وكل مكان حولنا أصبح اسمه بلغات غربية مختلفة إلا المساجد تحتفظ بأسمائها العربية، والحقيقة أن الغزو الثقافي برغم ضراوته لم يتجاوز القشرة الرقيقة الخارجية التي ما تلبث أن تتمزق أمام أي عارض وتظهر من تحتها الماهية والهوية الدينية الأصلية.
إن الهوس والتدين الشكلي والنقاب والقفازات والعباءات السوداء هي غزو ثقافي مضاد وهو أجنبي عنا وعن إسلامنا وهو سلاح مسدد لغزو الإسلام من داخله، مثلما أن الثقافات الأمريكية المنحلة مسددة لهدم الإسلام من خارجه، وليس الاقتداء الشكلي الخارجي هو الاقتداء المطلوب والصحيح والصالح لعصرنا، فنكون مجرد مظاهر ومن داخلنا تم غزونا ثقافيًّا.
الفكرة من كتاب تأملات في دنيا الله
يرسم الدكتور مصطفى محمود لنا في هذا الكتاب خريطة في مواضيع عدة في دنيا الله الواسعة، التي تتنوع بين سر الحياة وعلاقة الإسلام بالديمقراطية والاستعمار اللغوي وتأثير الإعلام في تدهور اللغة والفهلوة وماهية الحب وغيرها من الموضوعات الشائقة.
مؤلف كتاب تأملات في دنيا الله
مصطفى محمود: طبيب وكاتب ومفكر إسلامي، وُلِدَ في الـ27 من ديسمبر عام 1921 بمحافظة المنوفية بمصر، وتوفي في الـ31 من أكتوبر عام 2009.
ألَّف عددًا كبيرًا من الكتب التي تتنوع بين العلمية والاجتماعية والسياسية والدينية التأملية، منها:
عالم الأسرار.
الإسلام السياسي.
الذين ضحكوا حتى البكاء.
الإسلام ما هو.
أيها السادة اخلعوا الأقنعة.