إنجازات فؤاد والاستقلال
إنجازات فؤاد والاستقلال
في 14 مارس 1922 صدر آخر أمر سلطاني من السلطان فؤاد بإعلان استقلال مصر وتمتُّعها بالسيادة والاستقلال نتيجةً لخضوعها للحماية البريطانية وبُعد الدولة العثمانية عنها، واتخاذ لقب ملك ليتفق مع مظاهر هذه السيادة والشخصية الدولية بدلًا من سلطان، وبدأت قصة هذا اللقب مع محمد علي وتبعية مصر للدولة العثمانية والحرب الشرسة التي خاضها ضد الباب العالي في تركيا لجعل الحكم وراثيًّا في أسرته ومرورًا بعباس وسعيد، وقد حاول كلٌّ منهم اتخاذ خطوة نحو الاستقلال وتغيير اللقب انتهت بإلغاء النظام الملكي في مصر عام 1953 في عهد فاروق.
وفي الشأن الدولي رحبت الدول المختلفة بهذا القرار، وحصلت تغيرات في العلاقات الدبلوماسية، وفي الداخل أجريت الاحتفالات وكان لهذا القرار العديد من الآثار، فمن الناحية السياسية قام برلمان وصدر دستور وكان النظام حزبيًّا على النسق الغربي، وقامت مفاوضات مع الجانب البريطاني للتخلُّص من القيود التي كبَّلت بها لندن مصر، ورغب الملك فؤاد ذو النشأة الأوروبية بتنصيب نفسه خليفة للمسلمين وخصوصًا بعد سقوط الخلافة العثمانية وأصبحت يد الأجانب في مصر أقل تدخلًا، وأغلب المنشآت الاقتصادية والثقافية التي ظهرت في عهده كانت في الفترة التي ازدادت فيها قبضته على السلطة.
ومن ضمن إنجازاته في الشأن الاقتصادي يأتي بنك مصر في طليعة المؤسسات الاقتصادية التي نشأت في عهد الملك فؤاد، وظهرت مدينة بورفؤاد ومصر للطيران وبنك التسليف الزراعي، أما الشأن الثقافي فأهم مؤسساته كانت الجامعة المصرية في عام 1908 حين كان الملك أميرًا، فظل رئيسًا لمجلس إدارتها ست سنواتٍ متتالية وتحويلها بعد ذلك في أثناء الحكم إلى جامعةٍ أميرية بعد ضمِّها إلى وزارة المعارف، يليه مجمع اللغة العربية الذي كانت وظيفته المحافظة على سلامة اللغة العربية، ويتألف من عشرين عضوًا، لم يمانع الملك من وجود المستشرقين بينهم، بالإضافة إلى الإذاعة الحكومية التي بدأ بثها قرب نهاية عهد الملك بصوت الشيخ محمد رفعت عام 1934.
الفكرة من كتاب فؤاد الأول.. المعلوم والمجهول
إن فترة حكم الملك فؤاد من الفترات الشائكة في التاريخ المصري الحديث، بسبب مهادنته للاحتلال أحيانًا ودعم الحركة الوطنية أحيانًا أخرى، مما جعل من الصعب تحديد مواقفه الحقيقية، وهل كان مجرد تابع للاحتلال، أم ذا سيادة مستقلة؟
في هذا الكتاب نتعرف على تاريخ الملك فؤاد وأحوال حكمه لمصر وتاريخ المؤسسات الوطنية التي أُنشئت في عهده، ومعارضات حزب الوفد له وللاحتلال ونصب المكائد لغيره ليستأثر بالحكم.
مؤلف كتاب فؤاد الأول.. المعلوم والمجهول
يونان لبيب رزق (1933- 2008): مؤرخ مصري معاصر، ترأَّس قسم التاريخ الحديث في كلية الآداب بجامعة عين شمس، وكان عضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو مجلس الشورى، والمجلس الأعلى للصحافة، حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1995، وجائزة مبارك في العلوم الاجتماعية عام 2004.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
الوفد والكتاب الأسود.
قراءات تاريخية على هامش حرب الخليج.
الحياة الحزبية في مصر في عهد الاحتلال البريطاني.