بنما ونضال الجنرال عمر توريخوس
بنما ونضال الجنرال عمر توريخوس
تعدُّ بنما ورقة دومينو أخرى في لعبة سقوط الدول النامية تلك، حيث بدأت القصة كالعادة من مكتبة جامعة بوسطن من أجل الحصول على المعلومات قبل بدء تنفيذ الخطة التي تمثلت في السفر للمشاركة في إنهاء بعض المفاوضات لتحويل بنما إلى دمية بيد الولايات المتحدة عن طريق تكبيلها بالديون، وإفساح المجال للبنك الدولي وهيئة المعونة الأمريكية للولوج إليها عبر ملياراتهم واستثمارها في قطاعات النقل والاتصالات والزراعة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد كان اللقاء بالجنرال عمر توريخوس قائد بنما لقاءً دراميًّا بمعنى الكلمة، فقد وجد بركنز نفسه أمام عقلية تعرف الكثير مما يحاك خلف الغرف المغلقة، فذُهل عندما فنَّد له الجنرال جميع الحجج التي كان سيسوقها، واستشهد له بما حدث في إيران وغيرها كأنه كان يعرف الخطة بالضبط، مما جعل القرصان يسقط في يده.
كانت بنما تحلم بتطوير قناتها المائية، ما تم وصفه حينها بأنه أكبر إنشاء هندسي في تلك الفترة، لذا تسارع كثير من الشركات لنيل تلك الصفقة، واستطاع الجنرال بصورة ما تجنيد بركنز لصالحه في مساعدته لبسط سيادة بنما على قناتها المائية وتوفير التمويل اللازم لمشاريع الكهرباء والبنية التحتية اللازمة، شريطة أن يستفيد منها فقراء الشعب، فلم يكن الجنرال توريخوس بالرجل الذي تُثني عزيمته التهديدات، فقد كان صلبًا أمام كل محاولات الإغراء من قبل قرصان الاقتصاد، ولما فشلت المهمة سارع العم سام ببدء المرحلة التالية من ترويض الأمم عبر ثعالب مخابرات السي آي إيه بتدبير حادثة اغتياله بواسطة حادث تصادم طائرة.
الفكرة من كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم
“هناك طريقتان لاستعباد أمة ما، الأولى بالسيف، والثانية من خلال الديون”.. إن أردت معرفة سر الديون الضخمة في الدول النامية عليك أن تتعقَّب القتلة الاقتصاديين، لذا عليك قراءة هذا الكتاب، فهو يوضح الزواج الكاثوليكي بين الحكومة الأمريكية من جهة والبنوك والشركات الكبرى من جهة أخرى، كما يُجيبك بشجاعة عن السؤال المحير: كيف سيطرت الولايات المتحدة الأمريكية على اقتصادات أغلب الدول النامية؟
مؤلف كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم
جون بركنز John Perkins: خبير اقتصادي دولي، من مواليد 28 يناير 1945 في هانوفر نيوهامبشير بالولايات المتحدة، حصل على درجة البكالوريوس من كلية إدارة الأعمال عام 1968 بجامعة بوسطن، عمل في وكالة الأمن القومي (NSA) كقرصان اقتصادي، كما التحق بالعمل في إحدى أكبر شركات الاستشارات العالمية وأصبح مديرًا لخبراء الاقتصاد وواضعي الخطط، تعرَّف من خلالها على العالم السري للمؤسسات المالية وكيفية استغلالها للدول الفقيرة.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
التحول.
كشف الذات.
العالم كما تحلم به.
تخلص من القلق.
روح قبائل الشوار.