قراصنة الاقتصاد واغتيال الأمم
قراصنة الاقتصاد واغتيال الأمم
يعدُّ هؤلاء القراصنة بمثابة قرون استشعار للحكومات والشركات الكبرى، فهم دائمًا ما يكونون الفصل الأول في مسرحية الترويض الاقتصادي للأمم والشعوب، فمن عندهم تبدأ الحكاية، فهم يلعبون لعبة قديمة قدم عهد الإمبراطوريات ولكنها تأخذ أبعادًا مخيفة في هذا الزمان، فعملية ترويض الدول أصبحت تتم عبر ثلاثة بدائل، الأول هو إرسال قراصنة الاقتصاد، فإن فشلوا في مهمتهم يتم اللجوء إلى البديل الثاني وهم ثعالب المخابرات المركزية أو القتلة المأجورين لتنفيذ اغتيالات بحق بعض القادة والرؤساء، فإن فشل هؤلاء أيضًا فلا مناص إذًا من اللجوء إلى البديل الأخير، وهو إرسال الجيوش لتبيد الأخضر واليابس كما حدث مع العراق وأفغانستان.
أما مهمة القرصان فتتم عبر توريط الدولة المستهدفة في دين كبير من أحد البنوك أو المنظمات الدولية لتمويل مشاريع مستهدفة شريطة أن يُعهد بتلك المشاريع إلى إحدى الشركات الأمريكية الكبرى، وهكذا يتم حبك تلك اللعبة القذرة، ويتحول المال فقط من البنوك والمنظمات إلى حسابات تلك الشركات، وتبقى تلك الدول مرهونة بديونها إضافة إلى الفوائد، ولا يستنكف هؤلاء القراصنة استخدام شتى الوسائل القذرة لتنفيذ مخططهم.
وبعد أن تتعثَّر الدولة في سداد القرض وتتجه إلى حافة الإفلاس يعد ذلك مؤشرًا على نجاح القرصان الاقتصادي، وهنا يتم اقتطاع أرطال اللحم من جسدها مقابل تلك الديون ويتم حلب تلك الدولة إلى آخر قطرة، حيث يتم تسخيرها في خدمة مصالح سياسية أو اقتصادية أو حتى عسكرية للدول الأجنبية.
الفكرة من كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم
“هناك طريقتان لاستعباد أمة ما، الأولى بالسيف، والثانية من خلال الديون”.. إن أردت معرفة سر الديون الضخمة في الدول النامية عليك أن تتعقَّب القتلة الاقتصاديين، لذا عليك قراءة هذا الكتاب، فهو يوضح الزواج الكاثوليكي بين الحكومة الأمريكية من جهة والبنوك والشركات الكبرى من جهة أخرى، كما يُجيبك بشجاعة عن السؤال المحير: كيف سيطرت الولايات المتحدة الأمريكية على اقتصادات أغلب الدول النامية؟
مؤلف كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم
جون بركنز John Perkins: خبير اقتصادي دولي، من مواليد 28 يناير 1945 في هانوفر نيوهامبشير بالولايات المتحدة، حصل على درجة البكالوريوس من كلية إدارة الأعمال عام 1968 بجامعة بوسطن، عمل في وكالة الأمن القومي (NSA) كقرصان اقتصادي، كما التحق بالعمل في إحدى أكبر شركات الاستشارات العالمية وأصبح مديرًا لخبراء الاقتصاد وواضعي الخطط، تعرَّف من خلالها على العالم السري للمؤسسات المالية وكيفية استغلالها للدول الفقيرة.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
التحول.
كشف الذات.
العالم كما تحلم به.
تخلص من القلق.
روح قبائل الشوار.