اللا سامية عند اليهود
اللا سامية عند اليهود
نتيجة للحصار النفسي الذي فرضه اليهود على أنفسهم، خُيِّل إليهم أن العالم كله تكتَّل ضدهم وأنهم منبوذون لمجرد يهوديتهم! وما دام اليهود يأنفون من اتهام أنفسهم أو النظر إلى خطاياهم في حق الأمم الأخرى، قادتهم عنصريتهم تلك إلى ترويج ما يسمي بـ”اللاسامية”، أو “معاداة السامية”، أي المذهب المُعادي للجنس السامي، وأصبحت تلك التهمة جاهزة الإطلاق على كل من يخالف اليهود أو يقف حجر عثرة في وجه مخططاتهم ومؤامراتهم.
تلقَّفت الصهيونية – تلك الحركة السياسية التي أنشأها هرتزل – هذا المصطلح وأولته عناية شديدة ظهرت على ألسنة معتنقيها وفي كتابات أهم مفكريها لا سيما أنها صادفت هوى عندهم، فهي تعد تهمة مريحة بأيديهم يطلقونها وقتما يشاؤون، ورغم حداثة المصطلح عند اليهود نجد أن معناه كان مترسخًا عندهم منذ قدم التاريخ نتيجة لشعورهم بالاضطهاد والصراع النفسي كما أسلفنا تجاه باقي الأمم، ويعد فرعون موسى هو رائد اللاسامية عندهم بلا منازع ويلحق به في القائمة كل من وقف ضد اليهود أو نكَّل بهم بحق أو بغير حق، بالطبع وردت بعض أحداث التنكيل بهم في التاريخ، لكنهم لا يستنكفون عن محاولة تبرئة أنفسهم حتى لو اقتضى ذلك اتهام العالم أجمع بالعنصرية والتكتل ضدهم لمجرد يهوديتهم! متناسين بذلك تطرفهم الفكري وجرمهم في حق غيرهم.
ومن العجيب احتكار اليهود وصف السامية وقصره عليهم وإطلاق اليهود هذه التهمة “معاداة السامية” على العرب! فهذه تهمة يُغني بطلانها عن إبطالها، فهم – أي اليهود – تناسوا بذلك أن كلا الجنسين ينتمون إلى “عابر” أحد أحفاد “سام بن نوح”، ومتجاهلين أيضًا حفظ العروبة والإسلام لتراثهم الفكري والأدبي، لا سيما وهم اليوم يتقمَّصون دور المعتدي على العرب فهم أحق بوصف معاداة السامية، فهذه بضاعتهم رُدَّت إليهم.
الفكرة من كتاب الشخصية الإسرائيلية
هذا الكتاب أشبه بوضع الشخصية الإسرائيلية تحت الميكروسكوب النفسي، فهو يعد تحليلًا نفسيًّا يستهدف الولوج إلى داخل العقلية الإسرائيلية، ومعتركًا فكريًّا لمناقشة أهم قضايا الإسرائيليين المحورية ودحض أفكارهم.
مؤلف كتاب الشخصية الإسرائيلية
حسن محمد توفيق ظاظا: عالم مصري، يُعدُّ من أشهر المختصين في اللغة العربية واللغات السامية، وُلد في القاهرة عام 1919، وحصل على الماجستير في الأدب العبري والفكر اليهودي من الجامعة العبرية بالقدس في فلسطين، ثم على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة باريس (السوربون) بدرجة الشرف الأولى، ومارس التدريس بعدد من الجامعات العربية، ثم تركه بعد ذلك ليعمل مستشارًا في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض، وتوفي عام 1999 ودُفن في مقبرة النسيم بالرياض.
ومن مؤلفاته:
اللسان والإنسان.
الساميون ولغاتهم.
أبحاث في الفكر اليهودي.