الشخصية الإسرائيلية وعقدة الشعور بالاضطهاد
الشخصية الإسرائيلية وعقدة الشعور بالاضطهاد
دائمًا ما يجيد اليهود لعب دور الضحية، ولعل هذا الشعور بالاضطهاد المتأصل في الشخصية اليهودية مستقى من عوامل عدة مشتركة أبرزها كونهم أقلية في مجتمعاتهم وعدم قَبولهم للانصهار، وتمايزهم المصطنع عن غيرهم، فقد كانوا أشبه بوحدات متحوصلة داخل مجتمعاتهم ترفضهم ويرفضونها، وكان موقفهم معقدًا، فلا هم تمتعوا برضا الشعب ولا حتى استظلوا بثقة الحكومة.
كما أنهم كثيرًا ما عانوا بعض أساليب القمع والتنكيل والتعذيب والطرد خلال بعض حقب التاريخ المختلفة، ولكن تلك المعاملة القاسية لهم لم تحدث هكذا اتفاقًا! فلم تكن وليدة الصدفة، بل كان معظمها سببه أفعال اليهود البغيضة وأطماعهم السياسية والاقتصادية ومؤامراتهم الدنيئة، فهم “شعب المؤامرة المختار”، بل لا نخالف الحقيقة حينما نقرر أن شعورهم بالاضطهاد بدأ اختياريًّا ثم انقلب بعد ذلك وأصبح مفروضًا عليهم، فهم ضربوا على أنفسهم جدارًا سميكًا من العزلة، وعاشوا في أحياء وأزقة خاصة بهم منسلخين بذلك عن المجتمع، ولذا تجد إلى الآن بعضًا من مسميات هذه الأماكن الشاهدة على هذا الانعزال كـ”حارة اليهود” و”الحي اليهودي”، وكانت تُنسج على تلك الأزقة والأماكن كثير من الأساطير والخيالات، وبسبب شهرتهم بالأعمال الدنيئة وبخاصة التعامل بالربا الفاحش والتعنُّت مع المدينين من التجار وإفلاس بعضهم بسبب تلك الفوائد الباهظة، كرههم المجتمع ونبذهم وفرض عليهم جدارًا من الاضطهاد.
لذلك لا نستغرب هذا الحقد المتأصِّل في شخصية اليهود، فهو الابن الشرعي والنتيجة الأساسية للشعور بالاضطهاد، لذا نجد اليهود يمارسون لونًا من الخداع حينما يستدعون فقط من الماضي ما يذكي هذا الشعور بالاضطهاد ليستمر بدوره شريانًا لهذا الحقد الدفين، من ذلك مثلًا استدعاؤهم فكرة الشتات المتكررة في تاريخهم وأشهرها بالطبع ما حدث بعد ذهاب مملكتهم في فلسطين بعد موت سليمان (عليه السلام)، كذلك السبي البابلي، وغير ذلك من الأحداث التي يتعمَّد اليهود استدعاء نصف الحقيقة فيها فقط لتؤيِّد دعواهم رغبةً منهم في استجلاب تعاطف المجتمع الدولي، ومحاولة منهم لنسج سياج من التبرير على جرائمهم في حق ضحاياهم.
الفكرة من كتاب الشخصية الإسرائيلية
هذا الكتاب أشبه بوضع الشخصية الإسرائيلية تحت الميكروسكوب النفسي، فهو يعد تحليلًا نفسيًّا يستهدف الولوج إلى داخل العقلية الإسرائيلية، ومعتركًا فكريًّا لمناقشة أهم قضايا الإسرائيليين المحورية ودحض أفكارهم.
مؤلف كتاب الشخصية الإسرائيلية
حسن محمد توفيق ظاظا: عالم مصري، يُعدُّ من أشهر المختصين في اللغة العربية واللغات السامية، وُلد في القاهرة عام 1919، وحصل على الماجستير في الأدب العبري والفكر اليهودي من الجامعة العبرية بالقدس في فلسطين، ثم على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة باريس (السوربون) بدرجة الشرف الأولى، ومارس التدريس بعدد من الجامعات العربية، ثم تركه بعد ذلك ليعمل مستشارًا في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض، وتوفي عام 1999 ودُفن في مقبرة النسيم بالرياض.
ومن مؤلفاته:
اللسان والإنسان.
الساميون ولغاتهم.
أبحاث في الفكر اليهودي.