سيماء الصورة في القرآن
سيماء الصورة في القرآن
وقضية اللباس في الإسلام قديمة بقدم آدم وحواء ونزولهما من الجنة ﴿فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما﴾، وكان عقابهما عند مخالفتهما أمر الله (عز وجل) أن نزع عنهما الستر، وهو ما أراده إبليس! وما الذين يوافقون هوى إبليس بخير منه، أولئك الذين يقول الله عنهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.
ويقول تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾، وما يحتاج المرء أكثر من سماعه لهذا ليدرك قيمة اللباس والستر وزينته للإنسان وتكريمه به.
والعري في الشريعة من الكبائر، فنجد النبي ﷺ يخبرنا عن قوم لم يعرفهم إنما أخبره عنهم الله، فيقول: “صِنفان من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخُلْن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا”.
والكاسيات العاريات من لا يختلف كساؤها عن كونها عارية، بل ربما يكون فتنة أكبر، فيرسم الهيئة ويبرز الفتنة، والمائلات بميلهن عن طريق الله وأوامره، وبتمايلهن في الطرقات دون حشمة أو وقار، والمميلات إما بأجسادهن أو بما يفعلنه في قلوب الشباب والرجال من إمالة وإثارة للشهوات، أما عن أسنمة البخت المائلة فهو تشبيه لقصات الشعر الغريبة، أما الصنف الأول في الحديث فضع تحته جلادي السلطان وكل صور التعذيب في السجون بالجلد والشبح والكهرباء وغيرها مما يبغي به الإنسان ويتجبَّر، وما أقبح فعل الصنفين وعطفهما إنما ليبين كل منهما قبح الآخر، فما جزاؤهم؟
لا يجدون ريح الجنة ليس أنهم فقط لا يدخلونها وإنما بينهم وبينها أمد بعيد، ألا يكفي هذا الوعيد الشديد لبيان كبيرة التعري فتكفي فتيات المسلمين أنفسهن مثله!
الفكرة من كتاب سيماء المرأة في الإسلام
في ظل كثرة الدعاوى الموجهة للمرأة وتضاربها ينطلق المؤلف في دراسة تتناول المرأة في الإسلام من وجهين: من حيث كونها نفسًا إنسانية مكتملة، ومن ناحية الصورة أو الهيئة ودلالات تلك الهيئة في الشريعة، معلنًا أن منهجه في كتابه الانطلاق من آيات القرآن وفهم خطاب الله (عز وجل)، وصحيح الأحاديث فقط. والسيماء تعني العلامة أو الرمز الدال على معنى مقصود.
مؤلف كتاب سيماء المرأة في الإسلام
فريد الأنصاري (1960- 2009): عالم دين وأديب مغربي، حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه، كان عضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، ومؤسس موقع “الفطرية”، وهو موقع دعوي يسعى إلى إعادة الاعتبار لمركزية القرآن الكريم واعتماد منهجيته في الدعوة والتربية.
ومن أبرز مؤلفاته:
جمالية الدين.
بلاغ الرسالة القرآنية.
مجالس القرآن من التلقي إلى البلاغ.
أبجديات البحث في العلوم الشرعية.