الكتابة الوصفية
الكتابة الوصفية
يمكن تعريف الكتابة الوصفية بأنها الأداة الأدبية التي من خلالها يستطيع الكاتب تحويل القراءة من عملية ذهنية مجردة إلى تجربة كاملة ذهنيًّا وحسيًّا وعاطفيًّا، وأنها الطريقة التي تتحوَّل فيها الكلمات من رموز مجردة إلى صور وأصوات وأحاسيس، فالغاية من الوصف هي تعميق التجربة القرائية على الجانب النفسي والجسدي والذهني عن طريق توظيف التفاصيل الحسية في عالم مصنوع من رموز مجرَّدة، تُسمَّى جملًا وكلمات.
والكتابة الوصفية هي مكان تصبح فيه الكتابة عن الشيء هي الشيء نفسه، فاللغة تختفي من عين القارئ إلى حد ما، لتتحوَّل إلى وسيط شفاف، وهي المكان الذي يتحوَّل فيه القراء إلى متفرِّجين، فكاتب الأدب مثل قارئه يعلم جيدًا أن النص الأدبي لا يُقرأ من خلال العقل فقط، بل من خلال الجوارح جميعًا، وعندما توصف الرواية بأنها الوسيط الذي تصبح فيه الذات هي الآخر، حيث يجد القارئ نفسه في مكان مختلف، يحمل على عاتقيه تجربة لم يعِشها، وهذا التأثير للنص يتطلَّب كتابة وصفية فعالة، فهي المكان الذي يُذرف فيه الدموع، وتطلق فيه الضحكات، ويشتم الكاتب ويعلن براعته لأنه سبق القارئ إلى هذه الجملة، وجعله يرى الأشياء كما لم يفعل من قبل.
فالوصف في الرواية يمكن أن تبلغ نسبته تسعين في المائة من أي صفحة لأن القصة والرواية أعمال وصفية أساسًا، يصف فيها الكاتب شخصية أو مشهدًا أو فكرة، ودون وصف تتحول إلى مجرد حكاية لا لون لها ولا طعم، فلولا وصف المكان والمشاعر لأصبحت الرواية كأنها معادلة روائية، وبلا وصف تُرى الأفكار طافية على سطح اللغة.
الفكرة من كتاب الحقيقة والكتابة
توضح الكاتبة في هذا الكتاب سحر النص الأدبي، فتتناول الكتابة الوصفية وورشًا تطبيقية كاملة تحمل العديد من الأفكار عن لب العمل الروائي والقصصي والنقل السردي على نحو عام، بالحقيقة التي يبحث عنها الكتَّاب عبر كذبات متنوِّعة بين طيات أفكارهم واقتراحات لقراءات، لتصل بالقارئ في النهاية إلى تطوير قلمه الأدبي.
مؤلف كتاب الحقيقة والكتابة
بثينة العيسى: كاتبة وروائية كويتية، حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال تخصص التمويل من كلية العلوم الإدارية جامعة الكويت عام 2011. حازت جائزة الدولة التشجيعية عن روايتها “سعار” التي صدرت عام 2005، ومن أعمالها:
خرائط التيه.
ارتطام لم يُسمع له دوي.
عائشة تنزل إلى العالم السفلي.
عروس المطر، تحت أقدام الأمهات.