مسائل ما بعد الطبيعة
مسائل ما بعد الطبيعة
تمثل فلسفة ما وراء المادة/ما بعد الطبيعة مثلث برمودا لمحيط الفلسفة الشاسع، فكم ضلت أفهام، وزلت أقدام، وحارت عقول وهي تخوض لجج هذا البحر الخضم، ذلك أنها بحث المحدود لإدراك المطلق! فهي تبحث في حقيقة الشيء، ولما تشعَّبت الحقائق نظرًا إلى تعدُّد الموجودات حاول الإنسان لملمتها عبر قاعدة تحكمها، وذهب بفكره يبحث عن أصل ذلك الوجود، من هنا افترقت آراء الفلاسفة.
حيث دارت الحرب الضروس بين الماديين والروحانيين، فأصحاب الاتجاه المادي يتجهون إلى أن المادة هي أصل الأشياء، وأن صفة الحياة والفكر والإدراك إنما هي جزء من المادة بطبيعتها، بل بعضهم وصفها بأنها علاقة علة بمعلول، فهي أحد إفرازاتها كما تفرز الغدد عصارتها، فليس للروح وجود مستقل عنها، ومن هنا أنكروا فكرة وجود الإله، وقالوا بأزلية العالم وأبديته، في حين نرى أن أصحاب الاتجاه الروحاني على النقيض تمامًا، فهم يقرِّرون أن الروح هي الأصل، لذا فهي بائنة عن المادة التي لا يمكن أن تكون العلة والمعلول في الوقت نفسه، وبين هذا وذاك نشأت فرقة جديدة من الفلاسفة تتبنى مذهب الإثنية، وهي تعزو أصل الأشياء إلى الروح والمادة معًا، وقد ساد هذا المذهب إبان العصور الوسطى لاتفاقه مع الخطوط العريضة للثقافة الكنسية فيما يخص اللاهوت والناسوت وطبيعة الإله عندهم.
ونتيجة النظر في حقيقة الأشياء، لاحظ الإنسان هذا السبك العجيب والنظام الدقيق الذي يحكم عالم الموجود، مما حدا به للبحث عن أصل العالم ومن أوجد هذا الوجود من العدم المطلق! من هنا اتجهت الأذهان إلى البحث عن تلك القوة العلوية التي سببت هذا الوجود، ورغم التسليم بعد ذلك بفكرة “الإله” فإن الفلاسفة اختلفوا كثيرًا حوله، بل وتناقضوا أحيانًا، فمن قائل بفردية الإله إلى قائل بتعدد الآلهة.
الفكرة من كتاب مبادئ الفلسفة
الكتاب على صغر حجمه يعد تذكرة للذهاب إلى استكشاف غياهب الفلسفة؛ ذلك العالم الذي حيَّر العقول، فهو يعرض لتاريخها وأهم مسائلها وفي أثناء ذلك يحاول جاهدًا تبرئتها مما علق بها من خرافات، فهو كالخارطة التي ستوقفك على أول طريق تلك المغامرة.
مؤلف كتاب مبادئ الفلسفة
أنجيلو سولومون رابوبرت Angelo Solomon Rappoport: كاتب مختص بالدراسات الفلسفية، وُلد عام 1871، في مقاطعة باتورين بأوكرانيا، وتوفي عام 1950، وألف العديد من الكتب أبرزها:
مبادئ الفلسفة.
إسرائيل القديمة.
تاريخ مصر.