معنى الفلسفة
معنى الفلسفة
كل إنسان فيلسوف بصورة أو بأخرى، بهذه الكلمات البسيطة يسقط قناع الرهبة الذي يحاول البعض تغطية الفلسفة والفلاسفة به، بدعوى حكرها على بعض البشر فقط وكأنهم من عوالم أخرى، فالفلسفة بطبيعتها تبحث في ماهية الأشياء، فعندما يقابلك شيء غريب ويتحرك عقلك تلقائيًّا لمعرفة ما هذا الشيء؟ فأنت حينها أصبحت متفلسفًا أو فيلسوفًا بصورة أو بأخرى، فالفلسفة إنما هي بحث عن المعرفة وكان يُطلق عليها قديمًا الحكمة، فأصل مادتها مشتق من كلمتين يونانيتين: الأولى “فيلوس” ومعناها محب والأخرى “سوفيا” ومعناها الحكمة، لكن تم قصر إطلاق مصطلح الفيلسوف على من امتهن التفكير في حقائق الأشياء وعلاقتها بعضها ببعض.
ويكمن الباعث الحقيقي للإنسان على التفلسف، في طبيعته النفسية التي تنفر من كل غريب، وتحوي فضولًا لاستكشاف كل جديد، فالنفس حتى تُرضي فضولها تسارع إلى النظر في أحوال هذا الشيء الغريب عنها، وتتساءل في حيرة من أمرها: ما هذا الشيء، ومن أين جاء، وما علاقته بغيره؟ هذه هي ببساطة أسئلة الفلسفة التي حيَّرت العقول.
وعلى ذلك يمكن القول إن كل العلوم تخرج بصورة أو بأخرى من رحم الفلسفة، فميدانها هو الوجود أجمع، فإذا ما تعلَّق البحث الفلسفي بشيء مادي موجود في الطبيعة -وما أكثره- كانت فلسفةً طبيعية، وما دام العقل يسلم بأن كل علة لا بدَّ لها من معلول، فلكي نكسر هذه الدائرة المفرغة فلا بدَّ لنا في النهاية من الوصول إلى علة العلل التي لا يسبقها علة أخرى، وهذا ما يُطلق عليه فكرة الإله أو الموجود الأول في الديانات والعقائد، وهذا هو ما يسمى بفلسفة ما بعد الطبيعة، في حين نجد أن البحث لو تعلَّق بأفراد الإنسان، انبثقت منه علوم المنطق والجمال والنفس والاجتماع وباقي العلوم الاجتماعية الأخرى.
الفكرة من كتاب مبادئ الفلسفة
الكتاب على صغر حجمه يعد تذكرة للذهاب إلى استكشاف غياهب الفلسفة؛ ذلك العالم الذي حيَّر العقول، فهو يعرض لتاريخها وأهم مسائلها وفي أثناء ذلك يحاول جاهدًا تبرئتها مما علق بها من خرافات، فهو كالخارطة التي ستوقفك على أول طريق تلك المغامرة.
مؤلف كتاب مبادئ الفلسفة
أنجيلو سولومون رابوبرت Angelo Solomon Rappoport: كاتب مختص بالدراسات الفلسفية، وُلد عام 1871، في مقاطعة باتورين بأوكرانيا، وتوفي عام 1950، وألف العديد من الكتب أبرزها:
مبادئ الفلسفة.
إسرائيل القديمة.
تاريخ مصر.