آثار الدكتاتورية في المجتمعات
آثار الدكتاتورية في المجتمعات
إن ما تورِّثه الأنظمة القمعية الدكتاتورية من فقر وظلم وجهل وجريمة يجعل الشعوب في حلمٍ دائم بالفرار من هذه القبضة الخانقة وتأمل في حاضرٍ ومستقبل أفضل، لكن كيف السبيل إلى ذلك؟ ليس سوى إسقاط هذه الأنظمة المستبدة والتخلص منها لخلق مناخ جديد من عدم المعاناة، وفتح منافذ واسعة من الحريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ورغم الإحصائيات التي أصدرتها مؤسسة (فريدوم هاوس freedom house) عن عدد الدول التي يمكن وصفها بأنها حُرَّة؛ وأن العدد تزايد زيادة ملحوظة في السنوات العشر الأخيرة بالفعل، فما زال هناك شعوب كثيرة تعيش أسيرة تحت مظلَّة الظلم والفساد سواء كان الحُكم عسكريًّا أو ملكيًّا أو حزبيًّا، هذا غير الدول التي كانت في طور الديمقراطية الناشئة حتى أخذت اتجاهًا معاكسًا في أثناء التغيرات السياسية السريعة بانقلاب عسكري أو مؤسسي، مما أعاد نظامًا دكتاتوريًّا أشد وطأةً وأكثر انتهاكًا لحقوق الإنسان وحرياته.
لذلك لا شك في أهمية المقاومة والنضال من أجل نيل الحرية، ولعلَّ من أخطر ما يعوق حركة المجتمع ضد الاستبداد السلبية والروح الانهزامية التي سادت في أفراد الشعوب، فأصبح التشتت بديلًا للوحدة، والضعف بديلًا للقوة، وصار اليأس عنوانًا لكل أفراد المجتمع، بل الأسوأ ترديد نغمة التخوين المستمرة بين المواطنين وزرعها في عقولهم حتى إذا ما أرادوا أن يبدؤوا التغيير؛ فعليهم زرع الثقة فيما بينهم أولًا حتى يكونوا على قلب رجلٍ واحد وإلا فلا أمل من الأساس.
ومن سبل إضعاف الشعب أيضًا أن جعل النظام الدكتاتوري كل مؤسسات المجتمع السياسية والاقتصادية وحتى الدينية الخارجة عن سيطرة الدولة بمعزل عن أي موضع يسمح لها بإبداء الرأي أو مخاطبة الناس وتوعيتهم، وتحويلها إلى مؤسسات تابعة تُستخدم من قِبل الدولة، والنتيجة تحول الضعف إلى سمة عامة للناس والمؤسسات والأحزاب، بل ويدبُّ الرعب في قلوبهم من مجرد الحديث عن فكرة التغيير خوفًا من بطش النظام أو السجن أو القتل، لذلك لا تغيير بلا تخطيط ولا تخطيط في وجود الفُرقة والتشرذم.
الفكرة من كتاب من الدكتاتورية إلى الديمقراطية
رغم الإحصائيات الكثيرة عن عدد الدول التي يمكن وصفها بأنها حُرَّة؛ وأن العدد تزايد زيادة ملحوظة في السنوات العشر الأخيرة، فما زالت هناك شعوب كثيرة تعيش أسيرة تحت مظلَّة الظلم والفساد.
يتحدث الكاتب عن الأنظمة الدكتاتورية وآثارها السلبية في المجتمعات، ويضع تصورًا كاملًا لكيفية الخلاص منها ومعارضة الاضطهاد والتشجيع على الحريات، مُبينًا الطريق إلى ذلك وما يجب فعله من تخطيط ونضال سِلمي يبتعد كثيرًا عن العنف، محذرًا من مرحلة ما بعد الانتصار، فتلك المرحلة هي أكثر الأوقات التي تتعرَّض فيها الشعوب للنكسة والهزيمة.
مؤلف كتاب من الدكتاتورية إلى الديمقراطية
چين شارب: أستاذ العلوم السياسية، ولد عام ١٩٢٨ بولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، حصل على دكتوراه في الفلسفة وعلم الاجتماع، وارتبط اسمه بالكتابة والتأليف في الموضوعات الخاصة بالكفاح السلمي، وتوفي عام ٢٠١٨، ومن مؤلفاته:
ضد الانقلاب.
حرب اللاعنف.
البدائل السياسية.
القوة الاجتماعية والحرية السياسية.