نُذُر وأعراض
نُذُر وأعراض
تتمثَّل مظاهر السكتة في هيئة حدث واحد أو أحداث عديدة مفاجئة من الأعراض المختلفة، فمن الممكن أن يُصاب المريض بالشلل التام أو الشلل الجزئي (الفالج) في أحد شقي الجسم؛ الشق الأيمن أو الشق الأيسر مع أو دون شلل في نصف الوجه، أو من الممكن أن يغيب الإحساس بالكليَّة أو يضعُف أو حتى يحدث خدر وتنميل متلازمان أو إذا كانت الجلطة الدماغية في المنطقة التي تغذِّي الفص القفوي المَعني بالإبصار فيحدث اضطراب في الرؤية على هيئة انعدام نصف مجال الرؤية أو عَمَى كلِّي في إحدى العينين، أما إذا تمت إصابة مراكز الكلام بنقص التروية الدموية فيحدث له اضطرابٌ أيضًا على هيئة صعوبة في تسمية الأشياء، وكذا في الذاكرة والتوازن والوعي والإغماءات، فكلُّ ذلك أعراضٌ تختلف شدتها باختلاف درجة الانسداد الوعائي.
ويُمثِّل الأسبوع الأول مرحلة حرجة للمريض، حيث تتوجَّه دَفَّته إلى أربعة طرق رئيسة؛ إما تراجع كامل للأعراض خلال أربعٍ وعشرين ساعة بسبب إعادة فتح الوعاء الدموي تلقائيًّا، أو بالإسعافات الأولية في المشفى أو تراجع جزئي للشلل مثلًا فيصير مجرد ضعفٍ في الأطراف، أو تستمر الأعراض على الدرجة نفسها لا زيادة ولا نقصان، أو تتفاقم الأعراض لصورٍ أشد قد تصل بالمريض إلى الوفاة، وقد أثبتت الدراسات أن نحو عشرين إلى ثلاثين في المئة من المصابين يموتون أول أسبوعين بسبب تطوًّر الأعراض.
وهناك نُذُرٌ جيدة وأخرى سيئة للتنبؤ بمصير المرض في المرحلة الحادة، من النذر السيئة التي لا تُنبئ بخير أن يكون عُمر المريض متقدِّمًا وليس كبير السن، وأن يكون له سوابق مرضية كأمراض القلب والضغط، وأن يكون نتج عن تلك السكتة انخفاضٌ ملحوظ بالوعي والتركيز، ومن أمثلة النُذر الجيدة هي العودة السريعة إلى الوعي بعد ثماني وأربعين ساعة، وقدرة الجزء المشلول على حركات بسيطة مثل تحريك الأصابع، والتحسن السريع في النُطق، تلك النذر تمثل مجرد تنبؤات طبية غالبًا ما تحدث، ومن ثم فكلما طالت مدة التطور والتحسن في الأعراض أو تأخرت زادت احتمالات التطورات السيئة، كانت سرعة البدء في العلاج الإسعافي هي الخطوة الأهم في طريق الشفاء.
الفكرة من كتاب الجلطة الدماغية: فالج.. عالج
أي مرضٍ عصبي عمومًا يتخوَّف منه الناس، لأن معظم أمراض المخ والأعصاب أمراضٌ مزمنة، وقد تؤثِّر في المريض طوال حياته.
يتحدَّث الكاتب في هذا الكتاب عن الجلطة الدماغية وأسبابها وعلاجها، موضحًا تكوين الدماغ وتوزيع الأوعية الدموية داخله وكيفية انسدادها وماهية الأعراض المتوقَّع ظهورها عند من يُصاب بجلطة دماغية.
مؤلف كتاب الجلطة الدماغية: فالج.. عالج
سمير أبو حامد: طبيب بشري، ومؤلف، له عدة مؤلفات في مجال الطب، منها: “مرض الزهايمر.. النسيان من نعمة إلى نقمة”، و”التدخين آفة العصر.. من الألف إلى الياء”، و”البدانة مرض العصر.. من الألف إلى الياء”.