رحلتي البحثية
رحلتي البحثية
“دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث” كان هذا هو موضوع البحث الذي اختاره، فقد لاحظ أنه على الرغم من الاهتمامات العلمية المتشعِّبة للنخبة العراقية العلمية والأكاديمية، إذ كان ينقصهم الاهتمام بموضوع الشيعة وتأثيرها في تاريخ وتطور الوضع السياسي العراقي، ولربما كان هذا النقص منبعه التخوُّف من الاتهام بالطائفية التي كانت وقتها تهمة خطيرة، بل وربما مؤذية سياسيًّا أيضًا، لفت نظره أيضًا من خلال مراجعته لتاريخ الوزارات العراقية اهتمام الشيعة بوزارة التربية والتعليم عن بقية الوزارات الأخرى، ومنشأ ذلك الاهتمام اعتبار التعليم وسيلة لحل مشكلاتهم في العراق.
بعد توجيه من مشرف الرسالة بأهمية الحضور في العراق للإحاطة بموضوعات البحث عن قرب توجه الدكتور عبد الله إلى الكويت ومنها إلى بغداد، ومن بعد أن استقرت أموره في بغداد توجه إلى مدينة النجف لمقابلة المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد محسن الحكيم حيث نظَّم له مقابلاته ويسَّر له الاتصالات والعلاقات اللازمة التي تساعده في بحثه خصوصًا ما يتعلَّق بأجهزة الأمن في “الوزيرية” التي كانت متضايقة من تحركاته، ما دفع الملحق الثقافي في سفارة الكويت ببغداد أن تنصح الدكتور بالتوقف عن البحث داخل العراق ومغادرته، وعندما رفض ذلك أخبرته بأنها لن تكون مسؤولة عن سلامته الشخصية.
وبالفعل عاد إلى لندن بعد أن توتَّرت الأوضاع السياسية في العراق وظهور الخميني في الساحة ومجموعة من العلماء الإيرانيين، وقد ناقش الرسالة التي تكوَّنت من ٤٢٠ صفحة مدة أربع ساعات ليتسلم بعدها شهادة الماجستير التي أرسلت إلى الكويت بعد أن رفض حضور حفل التخرج عندما علم ما فيه من مخالفات شرعية.
الفكرة من كتاب من أيام العمر الماضي
يبدو أننا لا نعرف كثيرًا عن العالم الذي نعيش فيه، فلكلٍّ تفسيره الخاص الناتج من تجارب ومعايشة لأوضاع من الصعب أن نحكم عليها عبر صفحات الأوقات، لكننا نكوِّن وجهة نظرنا الخاصة أيضًا من خلال الاطلاع عليها، ومن تلك التجارب تجربة للدكتور عبد الله النفيسي، إذ يرينا عالمه الخاص ويطلعنا على العالم من حوله أيضًا، فمن مدرسة فيكتوريا بمصر إلى مانشستر في بريطانيا ثم الجامعة الأمريكية في بيروت ثم العراق والشيعة والعودة إلى لندن ثم الكويت والسلطة مرورًا بالدمام وانتهاءً بالعين في الإمارات للعودة منها إلى الوطن.
مؤلف كتاب من أيام العمر الماضي
عبد الله بن فهد النفيسي: سياسي وأكاديمي انتُخِب عضوًا لمجلس الأمة، عمل أستاذًا للعلوم السياسية في جامعة الكويت وجامعة الإمارات في مدينة العين، وهو يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من كلية تشرشل بجامعة كامبردج في بريطانيا بعد أن حصل على الإجازة من الجامعة الأمريكية في بيروت.
من مؤلفاته: في السياسة الشرعية، وعلى صهوة الكلمة، والعالم بعد غزوة منهاتن، والمستقبل الغربي.