الطفولة والنشأة
الطفولة والنشأة
لا يحظى كثيرون بتجربة الدراسة في مدرسة داخلية ذات نظام إنجليزي صارم كالتي عاش فيها المؤلف، ففي فيكتوريا- المعادي- القاهرة قضى عشرة أعوام بين الدراسة واللعب والتنظيم والانتظام والاعتراضات والتنافس والتنمر أيضًا!
فنظام فيكتوريا نظام إنجليزي كان يخدم مصالح الإنجليز وقتها بشكل أو بآخر، فقد كانوا هم القوة المهيمنة آنذاك أي في خمسينيات القرن الماضي، ومن ذلك أن المدرسة منعت التلاميذ من التحدث باللغة العربية، وحدَّت من العلاقات بين الطلبة والعمال المصريين فيها، ولم يكن بها مسجد حتى زيارة العاهل السعودي لها، بل وحتى هيئة أعضاء التدريس البدنية وحرصهم على النظام كانت تشير إلى احتمال أنهم أصحاب خلفية عسكرية.
بعد وقوع الاعتداء الثلاثي العسكري على مصر تخلَّصت المدرسة من الإدارة الإنجليزية لتبدأ عهدًا جديدًا تحت إدارة مصرية، ومن الملاحظ أن الإدارة الجديدة كانت على مستوى علمي أعلى من الإدارة القديمة التي كانت تهتم بالنظام والتطبيع مع الثقافة الغربية، إلا أن الإدارة المصرية لم تسلم من العيوب أيضًا، فالحياة السياسية وقتها تدخَّلت حتى في روح التعليم تحت ظل نظام جمال عبد الناصر.
بعد انتهاء الدراسة في فيكتوريا والحصول على شهادة الثانوية، عاد الدكتور عبد الله إلى الكويت ليبدأ محطة جديدة من حياته المليئة بالمحطات المتنوعة، ومن الكويت بدأت رحلة البحث عن بعثة جامعية ليحصل على واحدة في لندن لدراسة الطب، وتمضي الأيام حتى يقرِّر ذات يوم بعد أن باغته سيل من الأسئلة الوجودية أن يترك الطب ولندن لينطلق في رحلة الإجابة، ويبدأ محطة جديدة في الجامعة الأمريكية في بيروت مع طلاب السياسة والاقتصاد.
الفكرة من كتاب من أيام العمر الماضي
يبدو أننا لا نعرف كثيرًا عن العالم الذي نعيش فيه، فلكلٍّ تفسيره الخاص الناتج من تجارب ومعايشة لأوضاع من الصعب أن نحكم عليها عبر صفحات الأوقات، لكننا نكوِّن وجهة نظرنا الخاصة أيضًا من خلال الاطلاع عليها، ومن تلك التجارب تجربة للدكتور عبد الله النفيسي، إذ يرينا عالمه الخاص ويطلعنا على العالم من حوله أيضًا، فمن مدرسة فيكتوريا بمصر إلى مانشستر في بريطانيا ثم الجامعة الأمريكية في بيروت ثم العراق والشيعة والعودة إلى لندن ثم الكويت والسلطة مرورًا بالدمام وانتهاءً بالعين في الإمارات للعودة منها إلى الوطن.
مؤلف كتاب من أيام العمر الماضي
عبد الله بن فهد النفيسي: سياسي وأكاديمي انتُخِب عضوًا لمجلس الأمة، عمل أستاذًا للعلوم السياسية في جامعة الكويت وجامعة الإمارات في مدينة العين، وهو يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من كلية تشرشل بجامعة كامبردج في بريطانيا بعد أن حصل على الإجازة من الجامعة الأمريكية في بيروت.
من مؤلفاته: في السياسة الشرعية، وعلى صهوة الكلمة، والعالم بعد غزوة منهاتن، والمستقبل الغربي.