سير الأنبياء والصديقين ودأب الصالحين
سير الأنبياء والصديقين ودأب الصالحين
أمر الله (عز وجل) بالصلاة أنبياءه، فأمروا بها أقوامهم وخصوص أهلهم، فكانت دعوة نبي الله إبراهيم لنفسه وذريته: ﴿رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي﴾، ووصية لقمان لابنه ﴿يابني أقم الصلاة﴾، ونهج صحابة رسول الله من بعده حتى كان مدحهم من الله (عز وجل): ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾.
وكان عمر بن الخطاب يقول: “إن أهم أمركم عندي الصلاة فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيَّعها فهو لما سواها أضيع”، ولما كان (رضي الله عنه) ينازع الموت ذكَّره أصحابه بالصلاة فأفاق، وقال: “نعم ولا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة”، فصلَّى عمر والدم يتفجَّر من جرحه.
يقول الله في كتابه: ﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا* فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾، فالآية تفصل بين جيلين جيل الهداية وجيل الغي الذين كان من صفاتهم أنهم أضاعوا الصلاة، ولذا كان من أهداف الشيطان أن يصرف المؤمن عن صلاته، ويستدرجه لذلك بذنوب أخرى كالخمر والمقامرة والملهيات، فهل نكون بعد كل هذا البيان ممن أضاع وضل؟!
الفكرة من كتاب الدين هو الصلاة.. والسجود لله باب الفرج
“الله أكبر، فتخلصُ النفس من خوفها لتأمن بالله.. الله أكبر، فتخلص الروح من حزنها ووحشتها لتأنس بالله.. الله أكبر، فتتحرر النفس من ضعفها وعجزها لتتقوى بالله.. الله أكبر، أنت في حما الله عز وجل الآن، تستمد منه القوة والملاذ، والأنس والجمال والجلال والسلام، فتنطلق للحياة بنفس ثابتة مطمئنة”.
بين أيدينا رسالة يقدمها الكاتب في فريضة الصلاة، مستمدًّا مادتها من كتاب الله وسنة نبيِّه، لبيان مركزيتها الكبرى ومنزلتها عند الله (عز وجل)، وما كان عليه النبي ﷺ وصحابته من قيام بحقها، ولبيان ثقلها في ميزان العبد إذ يُناط بها مصيره ويلحق بها سائر عمله.
مؤلف كتاب الدين هو الصلاة.. والسجود لله باب الفرج
فريد الأنصاري: كاتب مغربي، ولد عام 1960 وتُوفِّي عام 2009، وقد حصل على الدكتوراه في أصول الفقه من جامعة الحسن الثاني في المغرب، وعرف بأسلوبه الأدبي المميز وانطلاقه من مركزية الوحي والسنة النبوية في طرحه.
له عدد من الروايات والدواوين الشعرية، وصدر له عدد من الكتب منها:
البيان الدعوي وظاهرة التضخُّم السياسي
جمالية الدين: معارج القلب إلى حياة الروح
سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة