الصلاة هي الغاية
الصلاة هي الغاية
كل ما في الكون يصلي لله (عز وجل) ويسجد لعظمته، والصلاة هي الغاية، يقول الله (عز وجل): ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ﴾، وقد خُلق الإنسان ليصلي لربِّه ويعبده حق العبادة، تأتي الصلاة بعد الإيمان بالله وتوحيده، أي بعد الشهادتين مباشرةً وكان ذكرها في القرآن يُقرَن بالإيمان في أغلب المواضع لمركزيتها وثقلها، إذ إن كل العبادات دون الصلاة لا شيء.
وكانت الصلاة أول ما أمر به الله (عز وجل) نبيه موسى عندما كلَّمه عند جبل الطور وكان موسى (عليه السلام) في موقف مهيب فقال له: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾، وهي كذلك أول ما افترضه الله على المسلمين بعد الإيمان فكانت أول ما علَّمه جبريل للنبي ﷺ، ولم يؤمَر المؤمنون طيلة الفترة المكية من بعد الإيمان بالله سوى بالصلاة والزكاة، ولما أراد أبو جهل أن يمنع النبي من الصلاة نزلت فيه الآية: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾، وتوعَّده الله (عز وجل): ﴿كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾، وختم بأمره لنبيه: ﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب﴾، فالصلاة مما لا يُقبَل فيه المساومة أو التهاون إذًا!
الفكرة من كتاب الدين هو الصلاة.. والسجود لله باب الفرج
“الله أكبر، فتخلصُ النفس من خوفها لتأمن بالله.. الله أكبر، فتخلص الروح من حزنها ووحشتها لتأنس بالله.. الله أكبر، فتتحرر النفس من ضعفها وعجزها لتتقوى بالله.. الله أكبر، أنت في حما الله عز وجل الآن، تستمد منه القوة والملاذ، والأنس والجمال والجلال والسلام، فتنطلق للحياة بنفس ثابتة مطمئنة”.
بين أيدينا رسالة يقدمها الكاتب في فريضة الصلاة، مستمدًّا مادتها من كتاب الله وسنة نبيِّه، لبيان مركزيتها الكبرى ومنزلتها عند الله (عز وجل)، وما كان عليه النبي ﷺ وصحابته من قيام بحقها، ولبيان ثقلها في ميزان العبد إذ يُناط بها مصيره ويلحق بها سائر عمله.
مؤلف كتاب الدين هو الصلاة.. والسجود لله باب الفرج
فريد الأنصاري: كاتب مغربي، ولد عام 1960 وتُوفِّي عام 2009، وقد حصل على الدكتوراه في أصول الفقه من جامعة الحسن الثاني في المغرب، وعرف بأسلوبه الأدبي المميز وانطلاقه من مركزية الوحي والسنة النبوية في طرحه.
له عدد من الروايات والدواوين الشعرية، وصدر له عدد من الكتب منها:
البيان الدعوي وظاهرة التضخُّم السياسي
جمالية الدين: معارج القلب إلى حياة الروح
سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة