اغتيالُ الثائرِ الذي ماتَ واقِفًا
اغتيالُ الثائرِ الذي ماتَ واقِفًا
عام 1962م بعد أن عُيٍّن (مالكوم) إمامًا قوميًا في منظمةِ “أمّةِ الإسلام”؛ في العامِ التالي، أصدرَ إليجاه محمد أوامرَ لجميع ِ الأئمةِ بعدم التعليقِ علي مقتلِ الرئيسِ الأميركي جون كينيدي.
خالفَ (مالكوم) هذا الأمر، وصرَّحَ بأن سلاحَ كيندي قد ارتد إلى نحره، وحصدَ ما زرَعَه، فعَمَدَ إليجا محمد إلى تجميدِ عضويةِ مالكوم في المنظمة، وكانت الخلافاتُ قد نشبت بينهما قبلَ ذلك بعدة أشهر؛ فقدَّم (مالكوم) استقالته.
كما بدأت تُثارُ الأقاويلُ والشائعاتُ حولَ إليجاه محمد. قيل –مثلًا- أنَّه على عَلاقةٍ وثيقةٍ بكل السكرتيراتِ اللواتي خدمن في مكتبه، وكان له منهن عدةُ أولاد.
وفي ضوءِ هذه الشائِعات، تنامت الفُرقةُ بين مالكوم والأبِ الروحي لأمة الإسلام، ونتيجةُ عِصيانِ (مالكوم) للأوامرِ واتساعِ الهُوَّةِ بينه وبين الأمة، فقام (مالكوم) بتأسيسِ منظمةٍ منشقةٍ عن أمة الإسلام عام 1964، أسماها مؤسسةَ المسجدِ الإسلاميّ، وبتزايدِ الخلافاتِ، قام زعيمُ “أمة الإسلام” بإعطاءِ أوامرِه بقتل (مالكوم).
في إحدى محاضراته في 21 فبراير 1965م؛ وعند صعودِ (مالكوم) ليلقيَ المحاضرة، نشبت مشاجرةٌ بين اثنينِ من الحضور، فالتفت الناسُ إليهما، وفي الوقت ذاتِه، أطلقَ ثلاثةُ أشخاصٍ 16 رَصاصة على صدر (مالكوم)، فتوفيَ على إثرهم.
كانت وفاةَ (مالكوم إكس) نقطةُ تحولٍ في سيرِ حركةِ أمةِ الإسلام، حيث تركها الكثيرونَ والتحقوا بجماعةِ “أهل السنة”، فعرَفوا دينهم الحق، وتغيرت أفكارُ الجماعةِ، خاصةً بعد رحيل “إليجا محمد”، وتَولِيةِ ابنه “والاس محمد” الذي لُقّب ب”وارث الدين محمد”، فصححَّ أفكارَ الجماعةِ، وغير اسمها إلى “البِلاليين”؛ نسبةً إلى الصحابي “بلال بن رباح”.
بعد شهرٍ واحدٍ من اغتيالِ (مالكوم إكس)، أقر الرئيس الأمريكي “جونسون” مرسومًا قانونيًّا ينصُّ على حقوقِ التصويتِ للسود، وانتهى الاستخدامُ الرسمي لكلمة “نِجرو”، وهي كلمةٌ إنجليزية ٌ تعني: الزِّنجي، وتُعتبر إهانةً في الغالب، كانت تُطلقُ على السودِ في أمريكا.
الفكرة من كتاب مالكوم إكس – سيرةٌ ذاتيةٌ
مالكوم إكس؛ هو داعيةٌ إسلاميٌ ومدافعٌ عن حقوق الإنسان، وُصِفَ أنَّه واحدٌ من أعظم الأمريكيين من أصلٍ أفريقي، وأكثرِهم تأثيرًا على مرِّ التاريخ.
صحَّح مالكوم إكس مسيرةَ الحركةِ الإسلاميةِ في أمريكا، وتحمل الأذى في دعوته إلى العقيدة ِالصحيحةِ، حتى إنه اغتيل دفاعًا عن دعوته.
مؤلف كتاب مالكوم إكس – سيرةٌ ذاتيةٌ
وُلد (أليكس هيلي) عام 1921 م في نيويورك، وخدَمَ في حرسِ الشواطِئ الأمريكي لعقدَينِ من الزمن، قبلَ أن يبدأَ مسيرتَهُ ككاتب.
أتت شهرتُه الواسعةُ بعد نشرِه روايةَ “الجذور”، والتي نالَ عنها جائزةَ بوليتزر، وحولها المنتجونَ إلى مسلسلِ قصيرِ بعد ذلك، وقد سجل (هيلي) عدةَ مقابلاتٍ مع شخصياتٍ مشهورةٍ أبرزهم: مالكوم إكس.