دخولُه السجن وإسلامُه
دخولُه السجن وإسلامُه
بعد خروجِ (مالكوم) من سجنِ الأحداثِ عام ١٩٤٠م، انتقلَ إلى بوسطن للعيشِ مع أختهِ، وعملَ وقتهَا كماسحِ أحذية، وفيها أخذتهُ الحياةُ في مجرى جديد؛ فهناكَ انغمسَ في حياة اللهوِ والمُجُونِ، بعدَ ذلك انتقلَ إلى نيويورك للعمل في السكك الحديدية، وكان عمره واحدًا وعشرين عامًا.
مارسَ هناك شتى أنواعِ الإجرام؛ من سرقةٍ وقِوادةٍ وتجارةِ المخدِّرات؛ بل وتظاهرَ بالجنونِ ليتجنبَ التجنيدَ الإجباري إبّانَ الحرب العالميةِ الثانية.
في عام 1946 م، ألقت الشرطةُ القبضَ عليه؛ وحُكم عليه بالسجن عشرَ سنوات، فدخل سجن “تشارلز تاون” العتيق؛ ولكن (مالكوم) كان عنيدًا، يسبُّ حُرَّاسه دائمًا، مما أدى لحبسِه انفراديًّا عدة مرات، وعلّمَهُ السجن الانفرادي أن يكون ذا إرادة قوية، يستطيعُ من خلالِها التخلي عن الكثيرِ من عاداته.
في أثناء وجود الشاب بالسجن، تأثر بأحدِ السجناءِ الذي يُدعى”بيمبي”، كان يتحدَّثُ عن الدينِ والعدل.
كان بيمبي يقول للسجناء إن مَن خارِجَ السجن ليسوا بأفضل منهم، وإنَّ الفارق بينهم وبين من في الخارج أنهم لم يقعوا بعد في يد العدالة.
وقد نصحَه بيمبي أن يتعلمَ ويقرأ، فكان (مالكوم) يتردد دائمًا على مكتبةِ السجنِ، وتعلمَ اللاتينيةَ في وقتٍ قصيرٍ، وعكف على القراءةِ والاطلاعِ؛ إلى درجة أنّه قرأ آلافَ الكتبِ في شتى مجالات المعرفة؛ فأسس لنفسِه ثقافةً عاليةً مكّنته من استكمال جوانب النقصِ في شخصيته.
وفي عام 1948م، كتبَ إليه أخوه “فيلبيرت” أنه اهتدى إلى الدينِ الإسلامي، ونصحَه ألاَّ يدخن وألاَّ يأكلَ لحمَ الخِنزير، وقد أخذ (مالكوم) بنصيحة أخيه، ثم علِمَ أن إخوتَه جميعًا اهتدوا إلى الإسلام، وأنهم يتمنَّوْن أن يُسْلِم مثلهم، ووجد في نفسه استعدادًا فطريًا للإسلام.
الفكرة من كتاب مالكوم إكس – سيرةٌ ذاتيةٌ
مالكوم إكس؛ هو داعيةٌ إسلاميٌ ومدافعٌ عن حقوق الإنسان، وُصِفَ أنَّه واحدٌ من أعظم الأمريكيين من أصلٍ أفريقي، وأكثرِهم تأثيرًا على مرِّ التاريخ.
صحَّح مالكوم إكس مسيرةَ الحركةِ الإسلاميةِ في أمريكا، وتحمل الأذى في دعوته إلى العقيدة ِالصحيحةِ، حتى إنه اغتيل دفاعًا عن دعوته.
مؤلف كتاب مالكوم إكس – سيرةٌ ذاتيةٌ
وُلد (أليكس هيلي) عام 1921 م في نيويورك، وخدَمَ في حرسِ الشواطِئ الأمريكي لعقدَينِ من الزمن، قبلَ أن يبدأَ مسيرتَهُ ككاتب.
أتت شهرتُه الواسعةُ بعد نشرِه روايةَ “الجذور”، والتي نالَ عنها جائزةَ بوليتزر، وحولها المنتجونَ إلى مسلسلِ قصيرِ بعد ذلك، وقد سجل (هيلي) عدةَ مقابلاتٍ مع شخصياتٍ مشهورةٍ أبرزهم: مالكوم إكس.