الوجود يسبق الجوهر
الوجود يسبق الجوهر
هناك من قدم الفكر وهو الماهية على أصل الوجود، ويظهر ذلك جليًّا في قول رينيه ديكارت الشهير: “أنا أفكر.. إذن أنا موجود”، وهناك من يخالف ذلك ويرى أن الإنسان وُجد دون أن تتحدد ماهيته أي إن الإنسان هو الذي يحدد تلك الماهية وماذا يريد أن يكون، وهو بذلك يُقدم الوجود وأصل الوجود على الفكر والماهية. ويتبنى هذا الرأي جان بول سارتر، الذي طرح افتراضًا محوريًّا في الوجودية وهو أن الوجود يسبق الجوهر.
وهو ما يعني أن الاعتبار الأكثر أهمية للأفراد هو كونهم أفرادًا (أي كائنات حية مستقلة ومسؤولة وواعية) بدلًا من أي وصم أو دور أو قالب نمطي أو تعريف أو أي تصنيف مسبق يمكن وضعهم فيه (الجوهر)، إذ تكمن الحياة الفعلية للأفراد فيما يُطلق عليه “جوهرهم الحقيقي” بدلًا من كونه جوهرًا اعتباطيًّا، ومن ثم فإن البشر، من خلال وعيهم، يخلقون قيمتهم الخاصة ويحددون معنى لحياتهم.
أي إن الناس (1) يتم تعريفهم بناء على أفعالهم و(2) أنهم مسؤولون عن أفعالهم.
على سبيل المثال، الشخص الذي يتعامل بقسوة تجاه الآخرين يتم تعريفه- بناء على فعله- بأنه شخص قاسٍ.
علاوة على ذلك، وبناء على فعل القسوة، فإن هؤلاء الأشخاص يصبحون مسؤولين عن هويتهم الجديدة (أشخاص قاسون). يقع اللوم هنا على ذلك وليس على نوعهم البيولوجي أو طبيعتهم البشرية.
الفكرة من كتاب الوجودية
يعدُّ هذا الكتاب أول كتاب عن الوجودية باللغة العربية؛ يسلط أنيس منصور من خلاله الضوءَ على الوجودية باعتبارها اتجاهًا فلسفيًّا معاصرًا، ويقدم نبذة عن حياة بعض فلاسفتها ومفكريها في محاولة لفهم أفكارهم ومذاهبهم، وتصحيح بعض الأفكار الخاطئة عنها كمذهب فلسفي.
مؤلف كتاب الوجودية
أنيس محمد منصور؛ كاتب صحفي وفيلسوف وأديب مصري. عُرف بكتاباته الفلسفية عبر ما ألفه من كتب وروايات، جمع فيها إلى جانب الأسلوب الفلسفي الأسلوبَ الأدبي الحديث.
ترأس العديد من الصحف والمجلات، وحصل على الكثير من الجوائز الأدبية، ومن أبرزها: الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة، وجائزة الدولة التشجيعية في مجال الأدب، وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري.
من أهم مؤلفاته: “حول العالم في 200 يوم – الوجودية – وداعًا أيها الملل – لعنة الفراعنة – دعوة للابتسام – اليمن ذلك المجهول – من الذي لا يحب فاطمة – الكبار يضحكون أيضًا – هناك أمل – أنت في اليابان وبلاد أخرى”؛ وغيرها.