هل يمكن اعتبار الوجودية مذهبًا فلسفيًّا أم تيارًا دينيًّا؟
هل يمكن اعتبار الوجودية مذهبًا فلسفيًّا أم تيارًا دينيًّا؟
يُعرِف أنيس منصور المذهب الفلسفي أنه الفهم الواضح لعدة مشكلات معروفة في الفلسفة، وهي: الله سبحانه وتعالى، والكون والروح والإنسان والقيم الأخلاقية والجمالية.
لكن هي تعدُّ الوجودية مذهبًا فلسفيًّا أم تيارًا دينيًّا؟ يجيب أنيس منصور عن هذا السؤال بفرضيتين؛ الأولى أنه لا يمكن اعتبار الوجودية مذهبًا فلسفيًّا لأنها تُعارض الأحكام العامة ولا تتناول كل المشكلات الفلسفية المعروفة، وتستبعد الأسئلة المتعلقة بالله والكون، فتلك المشكلات برأي الوجودين لا تؤثر على الإنسان في حياته اليومية.
أما الفرضية الأخرى، فنعم يمكن للوجودية أن تكون مذهبًا فلسفيًّا لأنها تفسر العديد من المشكلات الفلسفية.
كما ينفي الكاتب أن تكون الوجودية دينًا أو مذهبًا سياسيًّا، بل هي- من جهة نظره- اتجاه في الفلسفة جاء ليعيد للفرد مكانته ووزنه ويعطيه الحرية في فهم ذاته بدلًا من التركيز على الكون والمجتمع.
أما المفاهيم الرئيسية التي تنادي بها الوجودية فهي الاستقلال وحرية الاختيار والمسؤولية؛ إذ إن الإنسان في نظر الوجوديين وُجد في العالم وله الحرية الكاملة في اختيار قوانينه وكيفية عيشه.
في وجهة نظر الوجوديين، فإن نقطة بداية الفرد تتحدد بما يُسمى “الموقف الوجودي”، أو شعور بفقدان التوجه والارتباك أو الفزع في وجه عالم عبثي بلا معنى.
كما يعدُّ العديد من الوجوديين أن بعض الفلاسفة التقليديين أو الأكاديميين- سواء في الأسلوب أو المحتوى- مجردين أكثر مما ينبغي ومنعزلين عن التجربة الإنسانية المحسوسة.
الفكرة من كتاب الوجودية
يعدُّ هذا الكتاب أول كتاب عن الوجودية باللغة العربية؛ يسلط أنيس منصور من خلاله الضوءَ على الوجودية باعتبارها اتجاهًا فلسفيًّا معاصرًا، ويقدم نبذة عن حياة بعض فلاسفتها ومفكريها في محاولة لفهم أفكارهم ومذاهبهم، وتصحيح بعض الأفكار الخاطئة عنها كمذهب فلسفي.
مؤلف كتاب الوجودية
أنيس محمد منصور؛ كاتب صحفي وفيلسوف وأديب مصري. عُرف بكتاباته الفلسفية عبر ما ألفه من كتب وروايات، جمع فيها إلى جانب الأسلوب الفلسفي الأسلوبَ الأدبي الحديث.
ترأس العديد من الصحف والمجلات، وحصل على الكثير من الجوائز الأدبية، ومن أبرزها: الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة، وجائزة الدولة التشجيعية في مجال الأدب، وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري.
من أهم مؤلفاته: “حول العالم في 200 يوم – الوجودية – وداعًا أيها الملل – لعنة الفراعنة – دعوة للابتسام – اليمن ذلك المجهول – من الذي لا يحب فاطمة – الكبار يضحكون أيضًا – هناك أمل – أنت في اليابان وبلاد أخرى”؛ وغيرها.