الديناميكية الدوائية
الديناميكية الدوائية
إن المريض المسن أكبر مستهلك للأدوية نتيجة إصابته بأمراض متعدِّدة تستدعي تناول هذه الأدوية، والاستجابة لتلك المواد تختلف من شخص إلى آخر لوجود عوامل أخرى تتمثَّل في سوء التغذية والضعف الجسدي العام، ويُلاحظ لدى المسنين زيادة نسبة الشحوم ونقص الكتلة العضلية مما يؤثر في توزيع الدواء في الجسم، فكمية البروتين في الدم تنقص كلما شاخ الإنسان، إذ تزداد في الدم نسبة الدواء غير المرتبطة بالبروتين فيكون الدواء شديد التأثير، وعدم التزام المريض المسن بالعلاج أحد الأسباب الرئيسة للإقامة بالمستشفى، بالأخص مع العلاجات المضادة لفرط ضغط الدم وعدم مراعاة تعليمات الطبيب، وبخاصةٍ إذا كان ذلك المسنُّ وحيدًا.
ومما يزيد من عدم التزام المسن بالدواء زيادة عدد الأدوية الموصوفة وطول مدة العلاج وعدم وجود دافع للالتزام بالدواء، وعندما يشعر المسن أنه ليس بحاجة إلى الدواء فإنه يهمل تناول جرعاته، وينبغي أن يحسن الطبيب تقييم بيئة المريض ودوافعه واستعداداته، والتعرف على ما إذا كان لديه مشكلة بالسمع والبصر، مما يعوق تناول الدواء على نحو منتظم ومناسب، وقد يلجأ البعض إلى تثبيت مواعيد الدواء لفترة طويلة وفق جدول مواعيد ثابتة مما يقلل من أخطار النسيان، ويجب التأكد من معرفة المريض لما يلزمه من معلومات تخصُّ علاجه عن طريق تبادل المعلومات مع الطبيب المعالج.
ويعاني كثير من المسنين عند تجديد شكل الدواء مشكلةَ التأقلم مع الشكل الدوائي الجديد وإن اشترك مع سابقه بمادة الدواء الفعالة نفسها، مما يؤدي إلى أخطاء علاجية، لذا من الضروري المحافظة على شكل الدواء نفسه من حيث الحجم وشكل الغلاف ولونه.
الفكرة من كتاب طب الشيخوخة
يتناول هذا الكتاب طبيعة مرحلة الشيخوخة وما يعانيه المسنُّون في هذه الفترة على المستويين النفسي والجسدي، والآليات الخاصة بالشيخوخة ومكانة الأشخاص المسنِّين في مجتمعنا، ويبيِّن وسائل التأهيل لتفادي الإعاقة المسبِّبة للآلام البدنية والنفسية والجسمية والمؤدية إلى تكاليف اجتماعية ومالية باهظة على المستويين الشخصي والمجتمعي، وتستمر الدراسات والأبحاث الخاصة بهذا المجال من قِبَل المعالجين بهدف تحويل مرحلة الشيخوخة إلى مرحلة مثمرة في حياة الإنسان.
مؤلف كتاب طب الشيخوخة
كريستوف دو جاجيه: طبيب بشري متخصِّص في علم الشيخوخة، وهو مدير مركز تقويم علم الشيخوخة في باريس، ومن أبرز أعماله كتاب “تقنيات مقاومة الشيخوخة”.