الشيخوخة الإنسانية
الشيخوخة الإنسانية
الشيخوخة جزء لا ينفصل عن حياة البشر، ويمكن تعريفها على أنها نقص الاحتياطي الفسيولوجي لأعضاء الجسم، وتبدأ الشيخوخة عند انتهاء فترة النمو والدخول في مرحلة الشخص البالغ، وقد حاول العلماء تفسير تلك الفترة من منطلق الفلسفة تارة والنظريات العلمية تارة أخرى، واتفق الجميع على أن الشيخوخة ليست سوى نتيجة لاستهلاك مادة فعالة تحمل اسم “الطاقة الحيوية”.
ويذكر الطبيب سانتوريو في كتابه الطب بالأرقام أنه “يمكن تفسير سبب الأمراض التي تصيب المسنِّين بأنها عدم قدرة الجسم على تعويض الأضرار التي تصيبه”، وكرَّر ذلك المفهوم الطبيب البريطاني فرانسيس بيكون في العديد من كتبه، وبعض النظريات الأخرى تُرجع سبب الشيخوخة إلى ضمور الجهاز القلبي الوعائي والدماغ، وهذه الفرضية عارضتها الدراسات التشريحية.
وساعد ازدهار العلوم في بداية القرن العشرين على تطوير نظريات جديدة قائمة على العلوم والبحث وتوصَّلوا إلى أن الشيخوخة ناجمة عن فقدان قدرة الخلايا على النمو والتكاثر، أي فقدان قدرة الجسم على التجدد، ويرى البعض أن الجنس البشري يمكن أن يستعيد شبابه من خلال تحسين التغذية، ويرى البيولوجيون أن الثدييات مكونة من كيانات بيولوجية متساوية بشأن المدة القصوى المحتملة لحياتها، والتي قد تكون نتاج وجود آليات تبقيها منظَّمة ومحمية، وتتمثَّل تلك الآليات في تفاعلات إزالة التسمُّم ومضادات الأكسدة داخل الخلايا.
وعلى الجانب الآخر تكمن عوامل الخطر التي تسبِّب الشيخوخة المبكرة في نمط الحياة البشرية، وعلى رأسها العادات الغذائية الغنية بالشحوم والسكريات التي تؤثر بالسلب في الجسم بأكمله، وكذلك إدمان الكحول والتدخين والقلق الدائم والصدمات الجسمية والعاطفية، ولا سيما إذا صاحَب كل ذلك عدم اهتمام بالحياة واستسلام نفسي كامل لدى الشخص.
الفكرة من كتاب طب الشيخوخة
يتناول هذا الكتاب طبيعة مرحلة الشيخوخة وما يعانيه المسنُّون في هذه الفترة على المستويين النفسي والجسدي، والآليات الخاصة بالشيخوخة ومكانة الأشخاص المسنِّين في مجتمعنا، ويبيِّن وسائل التأهيل لتفادي الإعاقة المسبِّبة للآلام البدنية والنفسية والجسمية والمؤدية إلى تكاليف اجتماعية ومالية باهظة على المستويين الشخصي والمجتمعي، وتستمر الدراسات والأبحاث الخاصة بهذا المجال من قِبَل المعالجين بهدف تحويل مرحلة الشيخوخة إلى مرحلة مثمرة في حياة الإنسان.
مؤلف كتاب طب الشيخوخة
كريستوف دو جاجيه: طبيب بشري متخصِّص في علم الشيخوخة، وهو مدير مركز تقويم علم الشيخوخة في باريس، ومن أبرز أعماله كتاب “تقنيات مقاومة الشيخوخة”.