علاقة المرأة والرجل.. كن لها تكن لك
علاقة المرأة والرجل.. كن لها تكن لك
يوضح جبران أن الرجل والمرأة وُلدا معًا، وسيظلان معًا إلى الأبد وسيكونان معًا عندما تُبدد أيامهما أجنحة الموت البيضاء؛ لذا عليهما أن يحبا بعضهما.
وألا يقيدا هذه المحبة بالقيود؛ فليس معنى ذلك أن يطغى أحدهما على الآخر ويستأثر به؛ فكل واحد منهما منفرد بذاته..
ويقول في رسالته: “قفا معًا ولكن لا يقرب أحدكما من الآخر كثيرًا، لأن عمودي الهيكل يقفان منفصلين، والسنديانة والسروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها”.
وفيما يتعلق بالأولاد يقول جبران: “أولادكم ليسوا أولادًا لكم. إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم ولكن ليس منكم. ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم”؛ أي لا يتحكم الآباء في مصير أبنائهم، وعليهم أن يدعوهم يختارون ما يشاءون.
ويشير جبران إلى أن الآباء لا بدَّ أن يمنحوا محبتهم لأبنائهم، ولكن لا يغرسون فيهم بذور أفكارهم ولا يحاولون أن يجعلوهم مثلهم؛ لأن أبناءهم لهم أفكار خاصة بهم. ويجب على الآباء ألا يحاولوا أن يجعلوا أولادهم مثلهم.
الفكرة من كتاب النبي
يعدُّ كتاب “النبي” أشهر كُتب جبران الذي كتبه بالإنجليزية وتُرجم إلى أكثر من خمسين لغةً، وهو درة ما كتبه وخلاصة ما توصَّلَ إليه، وعصارة تجارِبه الذاتية ونظرته الحياتية؛ فهو يحوي خلاصة آراء جبران في الحب والزواج والأولاد والبيوت والثياب والبيع والشراء والحرية والقانون والرحمة والعقاب والدين والأخلاق والموت واللذة والجمال والشرائع وغيرها، لذا فقد اعتبر جبران كتابه هذا «ولادتَه الثانية» التي ظلَّ ينتظرها ألف عام.
وقد روى رسالته على لسان نبي سمي “المصطفى”.
رسالة هذا النبي رسالة المتصوف المؤمن بوحدة الوجود أن الروح تتعطش للعودة إلى مصدرها، وأن الحب جوهر الحياة.
وقد عبر جبران في هذه الرسالة عن آرائه في الحياة من خلال معالجته للعلاقات الإنسانية التي تربط الإنسان بالإنسان.
مؤلف كتاب النبي
جبران خليل جبران، شاعر وكاتب ورسام عربي لبناني، وُلد في السادس من يناير (كانون الثاني) عام 1883م في بلدة بشري في شمال لبنان ونشأ فقيرًا.. لم يتلقَّ “جبران” التعليم الرسمي خلال شبابه في متصرفية جبل لبنان. هاجر صبيًّا مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليدرس الأدب وليبدأ مسيرته الأدبية والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
امتاز أسلوب جبران بالرومانسية، ويعدُّ من رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصة في الشعر النثري.
من أهم مؤلفاته:
الأرواح المتمردة.
دمعة وابتسامة.
مناجاة أرواح.
الأجنحة المتكسرة.
المواكب.
حديقة النبي.
أرباب الأرض وغيرها من المؤلفات.
توفي جبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل (نيسان) عام 1931، أي عن عمر ناهز الـ 48 عامًا، بسبب مرض السل وتليف الكبد، وقد تمنى جبران أن يدفن في لبنان، وتحققت أمنيته في 1932، حيث نقل رفاته إليه، ودفن هناك فيما يُعرَف الآن باسم “متحف جبران”.